ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:48]ـ
مناجاة وتوجع
إليك إلهي قد أتيت مُلَبياً ... فبارك إلهي حجتي ودعائيا
قصدتك مضطراً وجئتك باكياً ... وحاشاك ربي أن ترد بكائيا
كفاني فخراً أنني لك عابد ... فيافرحتي إن صرت عبداً مواليا
إلهي فأنت الله لا شيء مثله ... فأفعم فؤادي حكمة ومعانيا
أتيت بلا زاد، وجودك مطعمي ... وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملاً ... خلاص فؤادي من ذنوبي ملبيا
وكيف يرى الإنسان في الأرض متعة ... وقد أصبح القدس الشريف ملاهيا
يجوس به الأنذال من كل جانب ... وقد كان للأطهار قدساً وناديا
معالم إسراء، ومهبط حكمة ... وروضة قرآن تعطر واديا
من كتاب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن جميل زينو
قصيدة لابن القيم
أما والذي حج المحبون بيته ... ولبُّوا له عند المهلَّ وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً ... لِعِزَّةِ من تعنوا الوجوه وتُسلمُ
يُهلُّون بالبيداء لبيك ربَّنا ... لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ
دعاهم فلبَّوه رضاً ومحبةً ... فلما دَعَوه كان أقرب منهم
تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم ... وغُبراً وهم فيها أسرُّ وأنعم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة ... ولم يُثْنهم لذَّاتهم والتنعُّم
يسيرون من أقطارها وفجاجِها ... رجالاً وركباناً ولله أسلموا
ولما رأتْ أبصارُهم بيته الذي ... قلوبُ الورى شوقاً إليه تضرَّمُ
كأنهم لم يَنْصَبوا قطُّ قبله ... لأنّ شقاهم قد تَرَحَّلَ عنهمُ
فلله كم من عبرةٍ مهراقةٍ ... وأخرى على آثارها لا تقدمُ
وقد شَرقَتْ عينُ المحبَّ بدمعِها ... فينظرُ من بين الدموع ويُسجمُ
وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة ... ومغفرةً ممن يجودَ ويكرمُ
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي ... كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويدنو به الجبار جلَّ جلاله ... يُباهي بهم أملاكه فهو أكرمُ
يقولُ عبادي قد أتوني محبةً ... وإني بهم برُّ أجود وأكرمُ
فأشهدُكم أني غفرتُ ذنوبهم ... وأعطيتهم ما أمَّلوه وأنعمُ
فبُشراكُم يا أهل ذا الموقف الذي ... به يغفرُ الله الذنوبَ ويرحمُ
فكم من عتيق فيه كُمَّل عتقُه ... وآخر يستسعى وربُّكَ أكرمُ
هي قصتي يا إخوتي
د. عبد المعطي الدالاتي
اَلراحلونَ إلى ديار أحبتي ... عتَبي عليكمْ .. قد أخذتم مهجتي
وتركتمُ جسدي غريباً هاهنا ... عجَبي له! يحيا هنا في غربةِ
كم قلتمُ ما مِن فصامٍ أو نوى ... بين الفؤاد وجسمهِ .. يا إخوتي
وإذا بجسمي في هجير بعادهِ ... وإذا بروحي في ظلال الروضةِ
قلبي .. وأعلم أنه في رحلكمْ ... كصُواع يوسفََ في رحال الإخوةِ
قلبي .. ويُحرمُ بالسجود ملبياً ... لبيكَ ربي .. يا مجيبَ الدعوةِ
قلبي .. ويسعى بين مروةَ والصفا ... ويطوفُ سبعاً في مدار الكعبةِ
قلبي ارتوى من زمزمٍ بعد النوى ... وأتى إلى عرفات أرضِ التوبةِ
هو مذنبٌ متنصِّل من ذنبه ... هو محرمٌ يرنو لباب الرحمةِ
قلبي .. ويهفو للمدينة طائراً ... للمسجد النبوي عند الروضة
هي واحةٌ نرتاح في أفيائها ... بطريق عودتنا لدار الجنةِ
اَلراحلونَ إلى ديار أحبتي ... أتُرى رحلتم في طريق السّنةِ
اَلزائرونَ: ألا بشيرٌ قد رمى ... بقميص أحمدَ فوق عزم الأمةِ
فالمسلمون تعثرتْ خُطواتُهم ... والمسجدُ الأقصى أسيرُ عصابةِ
هي قصتي وقصيدتي، ألحانُها ... تحدو مسيري في دروب الدعوةِ
هي قصتي يا إخوتي، عنوانُها: ... أحيا و أقضي في سبيل عقيدتي
مقتطفات من قصيدة ابن الأمير الصنعاني المشهورة
في ذكر الحج وبركاته
ذكر البيت والطواف
ففي ربعهم لله بيت مبارك ... إليه قلوب الخلق تهوى وتهواه
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه ... ويسقط عنه جرمه وخطاياه
فكم لذة كم فرحة لطوافه ... فلله ما أحلى الطواف وأهناه
نطوف كأنا في الجنان نطوفها ... ولا هم لا غم فذاك نفيناه
فواشوقنا نحو الطواف وطيبه ... فذلك شوق لا يعبر معناه
فمن لم يذقه لم يذق قط لذة ... فذقه تذق يا صاح ما قد أذقناه
فوالله ما ننسى الحمى فقلوبنا ... هناك تركناها فيا كيف ننساه
ترى رجعة هل عودة لطوافنا ... وذاك الحمى قبل المنية نغشاه
ووالله ما ننسى زمان مسيرنا ... إليه وكل الركب قد لذ مسراه
وقد نسيت أولادنا ونساؤنا ... وأموالنا فالقلب عنهم شغلناه
تراءت لنا أعلام وصل على اللوى ... فمن أجلها فالقلب عنهم لويناه
¥