طول بقائه وحضوته الكبير ة اكثر الحساد والاعداء بحيث اوغروا قلب سيف الدولة عليه فجفاه وتغير عليه ولم يترك المتنبي هذه الحالة فشكاها الى سيف الدولة في شعره مرات واستنجد به منهم ورجاه عدم سماع الوشايات
الكاذبه يقول
ازل حس الحساد عني بكبتهم
فانت الذي صيرتهم لي حسدا
والشاعر المتنبي معتد معتز بنفسه تجد ذلك في قصيدته الميمية المشهورة والتي على كل لسان نظمها في مدح سيف الدولة وفخر بنفسه فيها وبين
حساده واعداءه فيها يقول فيها:-
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيد اء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وكان اخر عهده بسيف الدولة الحمداتي مجلسه بمناظرة لغوية بيه وبين ابن خالويه النحوي المعروف الذي شج وجهه بمفتاح كان معه بعد غلبة المتنبي له واجرى دمه امام مرآى ومسمع سيف الدولة ولم يحرك سيف الدولة ساكنا فغضب المتنبي وترك المجلس وولى مغادرا حلب سنة 346 هجرية متوجها الى دمشق ثم الى الفسطاط بمصر بعد ان اغروه الاخشيد واطمعوه بالولاية ان قدم هو اليهم فذهب ومدح كافورا الاخشيدي الذي كان على راس الدولة الاخشيدية في مصر يقول
قواصد كافور توارك غيره
ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجائت بنا انسان عين زمانه
وخلت بياضا خلفها وماءقيا
وظل يمدحه مدة من الزمنن لكنه يئس من حصوله على الولاية فاراد السفر فاستاذن الامير كافور للسفر فلم ياذن له وشددعليه الا انه عزم على السفر وغادر مصر خلسة والناس مشغولون افراح عيد الاضحى وبعد سفره هجا كافورا هجاءا مقذعا وصب عليه خزي الدهر كله وكذلك
الشعراء اذا ماغضبوا يفعلون يقول\
امينا واخلافا وغدرا وخسة
وجبنا اشخصا لحت لي ام مخازيا
تظن ابتساماتي رجاءا وغبطة
وما انا الا ضاحك من رجائيا
وتعجبني رجلاك في النعل انني
رايتك ذا نعل اذا كنت حا فيا
توجه المتنبي بعد هروبه من مصر الى الكوفة مسقط راسه وفي الكوفة شارك في قتال القرامطة الذين كان من دعاة مذهبهم في صباه ثم قصد بغداد ولبث فيها اشهرا ثم غادرها الى الاحواز فمدح فيها ابن العميد ثم تلقى رساتل من عضد الدولة يرجوه التوجه اليه فذهب ومدحه وظل مدة بشيراز ثم استاذن وغادر0 شد رحاله الى بغداد والتقى فيه بمنتصف الطريق في قرية الصافية قرب النعمانية من اعمال واسط فاتك الاسدى واعراب من جماعته وكان المتنبي قد هجاه وجدته ووسمها بالطرطبة وانال من عرضه فقاتله وقتله فيها سنة 354 هجرية مع ولده وغلمانه ونهبوا اموالهم ابو الطيب شاعر عظيم جمع بين الشعر والعاطفة والحكمة والخيال والعلم والبلاغة وروحه الشعرية شذية فواحة غلابة وكانت عواطفه هي الدم في جسد قصائده فكسبتها الحياة الابدية والروعة والجمال والكمال فهو ذو شاعرية فريده وهو شاعر العرب بلا منازع 0 مذهبه الشعري عجز الشعراء ان ياتوا بمثله او مجاراته حتى عد شاعر العربية وقد شغل الناس وملاء الدنيا كما قيل فديوانه في كل مكتبة صغيرة اوكبيرة اوقل في كل دار واشعاره على كل لسان ولم يحض شاعر حضوة مثله فقد سار شعره في الافاق مثل اشعة الشمس وذلك يعود لسببين الاول رعاية الملوك والامراء له وعنايتهم به وبشعره الذي خلدهم بمدحه والثاني قوة شاعريته وتظلعه في اللغة والادب خاض المتنبيى كل فنون الشعر وابدع فيها فكان شعره تصويرا لحياة عصره وما فيه اضف الى ذلك انه امام العربية ومعجمها حافظا لاصولها ومفرداتها وتعابيرها و معانيها وبلاغتها جم شعره فنون موسيقية شعرية اهتم بالبديع والبلاغة وادخل الفلسفة والحكمة الى شعره واكثر منها فهو شاعر حكيم وحكيم شاعر لايشق له غبار فهو شاعر
العربية الذي ما ولدت العربية مثله على مرالقرون والدهور ومن شعر ه في صباه هذه القصيدة التي تمثل طريق حياته وبناء شخصيته وهواجسه وعواطفه تجاه نفسه والاخرين ونوازع هذه النفس المتكابرة المتعالية يقول منها \
ما مقامي بارض نخلة الا
كمقام المسيح بين اليهود
ومفرشي صهوة الحصان ولكن
قميصي مسرودة من حديد
اين فضلي اذا قنعت من الدهر
بعيش معجل التنكيد
ضاق صدري وطال في طلبالرزق
قيامي وقل عنه قعودي
ابدا اقطع البلاد ونجمي
في نحوس وهمتي في صعود
عش عزيزا او مت وانت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود
فرؤوس الرماح اذهب للغيظ
واشفى لغل صدر الحقو د
لا كما حييت غير حميد
واذا مت مت غير فقيد
فاطلب العز في لظى وذرالذل
ولوكان في جنا ن الخلو د
لابقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كا من نطق الضاد
وعود الجاني وغوث الطريد
انا ترب التدى ورب القوافي
وسمام العدا وغيظ الحسو د
----------------------------------------