الشاعر المتنبيي بقلم فالح الحجية

ـ[فالح الحجية]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 06:34]ـ

الشاعر أبو الطيب المتنبي

بقلم فالح الحجية الكيلاني

المتنبي أبو الطيب احمد بن الحسين الكندي ولد بالكوفة سنة 303 هجرية

كان أبوه ساقياً يسقي الماء لاهالي الكوفة وقد نشاء طموحا جدا ذو نفسية ثورية وامل قوي عزم منذ البداية وهو طفل الى مناه ومن سار على الدرب وصل فطن إليه أبوه منذ الصغر فاجراه الى كتاتيب الكوفة ومجالسها وكانت الكوفة يومذاك جامعة العلم والثقافة فتعلم القراءة والكتابة وأحب مجالس الأدب والشعر وكان ذا فكر وقاد وقريحة ثاقبة وحافظة عجيبة فحفظ الشعر تعلم العربية وأصولها ثم رحل في صباه الى بادية السماوة ليتعلم اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن وبقي فيها سنين تعلم الكرم الشجاعة والشهامة العربية وحدة المزاج واحب الحرية حتى عاد إلى الكوفة وكأنه بدوي صميم وقد تفتحت منابع الشعر فيه من مناهلها الأولى منذ الطفولة

المتنبي هذا ذو النفسية العالية المتكابرة كان يرى كل الناس اقل منه شاءنا وانه أفضل من الملوك وأولادهم في ملكهم والأمراء

من عروشهم غير هياب من احد انظر إليه في شبابه يقول:-

أي محل ارتقي أي عظيم اتقي

وكل ما خلق الله وما لم يخلق

محتقر في همتي كشعرة في مفرقي

لذا حقد على كل شيء في الزمن لعدم نيله امانيه الواسعة وتمرد على دهره وعلى المجتمع والظلم الاجتماعي المخيم على الناس في حينه ويعود ذلك الى نفسه المجبولة على التمرد والثورة وحبه لذاته واعجابه المتغطرس بنفسه المتعالية اولا وللافكار القرمطية التي تفهمها وكانت سائدة انذاك ثانيا هذه الافكار التي تحمل الردة على الدين والثورة على الاوضاع الاجتماعية السائدة يومذاك والتي لاقت صدى واسعا في نفسية هذا الشاب المراهق المتمرد على كل شىء فكان من دعاتها0 بعد جلاء القرامطة عن الكوفة توجه الى بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة لكنه لم يستقر بها ورجع الى الكوفة ليجد جدته التي هي بمثابةوالدته قد توفيت فرثاها اجمل رثاء وصب نقمته على الدهر الذي سد عليه منافذ الحرية مطلعها-

أحن إلى الكأس التي شربت بها

وأهوى لمثواها التراب وما ضما

سافرالى الشام سنة 321 وساح في البادية داعيا للمذهب القرمطي متكسبا بشعره ليعيش فيه حيث ذاع صيته في الشام وحين وصل الى حلب وكان خبره مشتهرا بها من انه شاعر فذ وانه قرمطى الافكاروقدم لبث الدعاية لهذا المذهب0 قبض عليه واودع السجن وكانت حاب يومذاك تحت سيطرة الاخشيد وواليها ابو لؤلو الغوري ولبث في السجن مدة مكابرا متعاليا متمسكا بافكاره وارائه الاان طول مكوثه فيه و تعرضه للمرض اذل جماح نفسه المتمرده فطلب العفو وثاب الى رشده وكان الوالي الجديد لحلب اسحاق بن كيغلغ فاطلق سراحه على شرط ان يغادر حلب ولم يبق بها ابدا0 بقي ابو الطيب متجولا في الشام متكسبا بشعره مادحا هذا وذاك ممن يراهم دونه حتى كره هذه الحياة وبغضها وقد لبث في ا نطاكية اربع سنوات ثم غادرها ساخطا على نفسه ودهره وانحدر نحو الجنوب الى طبرية فاتصل هناك ببدر بن عمار واليها ومدحه وكان هذا وال عباسي بعد ان طرد العباسيون الاخشيد من ارض الشام ولما كثر حساد ابو الطيب على حضوته لدى بدروكثرةالوشايات وخال المتنبي نفسه في مازق فرمن طبرية عائدا الى انطاكية واتصل بابي العشائر الحمداني والي انطاكية من قبل الامارة الحمدانية ثم توجه الى حلب مقا م الامارة الحمدانية0 انقطع المتنبي الى مدح سيفالدولة الحمداني وكانت شهرته قد طبقت الافاق وقد اناله هذا منزلة عظيمة منها انه كان ينشد شعره في حضرة الامير جالسا ووهبه سيف الدولة بما لم يهب به من قبله لابعده فعاش بترف ورفاه واحب سيف الدولة لمكانته الكبيرة عنده طيلة مكوثه عنده وقد منح الشاعر سيف الدولة قصائد في المدح والفخر خلدت ذكراه على مدى العصور وستبقى ولم يمدح شاعر خليفة او اميرا مثلما مدح المتنبي سيف

الدولة يقول:-

وقفت وما في الموت شك لواقف

كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الابطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

الى قول قوم انت بالغيب عالم

ولست مليكا ها زما لنظيره

ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرف عدنان به لا ربيعة

وتفخر الدنيا به لا العواصم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015