ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[20 - صلى الله عليه وسلمug-2010, مساء 05:28]ـ

ومما يذكر لهذا القاضي الفاضل أن إمامنا الشاطبي المقرئ صاحب حرز الأماني لما دخل مصر وحل بالفسطاط أكرمه القاضي عبد الرحيم بن علي البيساني المعروف بالقاضي بالفاضل وعرف قدره وكان قد تصدر أولا في جامع عمرو بن العاص للإقراء والإفادة فنقله القاضي الفاضل إلى مدرسته التي أنشأها "بالمعزية القاهرة "وأفرد له فيها حجرة لطيفة مرخمة على يسار الداخل من الباب وأفرد إلى أهله دار أخرى خارج المدرسة ولم يزل على ذلك إلى وفاته "

وفي هذه المدرسة التي أنشأها القاضي الفاضل كان الفتح المبين لهذا الإمام وذلك بعد أن نظم القصيدة المشهورة المعروفة بحرز الأماني ووجه التهاني والتي طارت بها الركبان وانكب الناس عليها في كافة الأزمان وعنها يقول الحافظ الذهبي:

"وقد سارت الركبان بقصيدته (حرز الأماني)، وحفظها خلق لا يحصون، وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع وأوجز وسهَّل الصعب"

ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل

ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[21 - صلى الله عليه وسلمug-2010, صباحاً 02:32]ـ

وأفرد إلى أهله دار أخرى خارج المدرسة ولم يزل على ذلك إلى وفاته "

الصواب دارا وهو سبق كيبورد:)

ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[28 - صلى الله عليه وسلمug-2010, صباحاً 12:23]ـ

وقال ابن مماتي: كنت في مجلس الفاضل فحدثه بعض حاضري مجلسه أن الغزالي لما ورد بغداد سئل عن أبي المعالي الجويني فقال: تركته بنيسابور وقد أسمه الشفاء، وقد كان شرع في مطالعة كتاب الشفاء لابن سينا، قال: فجعل القاضي يتعجب من حسن قوله أسقمه الشفاء ويتمايل له ويقول: والله إن هذا كلام حسن بديع. وكان عنده ابن ولد الوزير ابن هبيرة فقال: كلام جدي في هذا المعنى أحسن وأبلغ قال له: وما هو؟ قال: قوله الشفاء ترك الشفاء، والنجاة ترك النجاة، فقال الفاضل: لا ولا كرامة، بين الكلامين بون لا يطلع عليه إلا أرباب الصنائع. وكتب إليه تاج الدين بن جراح: الخفيف

أنا أهذي وأنت تقرا وترمي ... والليالي تمر والله حسبي

فكتب فوق قوله: أنا أهذي، أنت اعترفت بالهذيان، وكتب في قوله: وأنت تقرأ وترمي الهذيان مرمى. وفوق قوله: والليالي تمر. نعم تمر علي وعليك. وكتب فوق قوله: والله حسبي، وحسبي أيضاً.

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - صلى الله عليه وسلمug-2010, صباحاً 02:21]ـ

بارك الله فيك يا شيخ مصطفى على هذا التنبيه، كنا نعتقد نسبتها إلى العماد الأصفهاني حتى قراءة هذه الأسطر ..

ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[29 - صلى الله عليه وسلمug-2010, صباحاً 03:08]ـ

وفيكم بارك الله أخي ضيدان.

ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 01:13]ـ

[ justify]

فلما مات أسد الدين شيركوه ترشح أكابر الدولة لمكانه وطمع فيها من هو أهل لذلك، ولم يكن صلاح الدين ممن تطمع نفسه في تلك الرتبة، واتفق أنه اجتمع بالفاضل في دار السلطان وجرى حديث من ترشح للولاية، وبسط صلاح الدين الحديث في ذكرهم ولم يذكر نفسه، فجذبه الفاضل إليه وقال له سراً: هل عندك قوة لأن تلي هذا الأمر؟ فقال صلاح الدين: وأنى لي بذلك وهنا مثل فلان وفلان وعدد الأكابر، فقال له: لا عليك فإني أدبر أمرك فاستعد لذلك. فبينا هما في الحديث، استدعي الفاضل إلى مجلس العاضد واستشير فيمن يولى، ولم يكن شيركوه دفن بعد، لأن من عادتهم أن الذي يتولى يلبس في الجنازة أخضر دون كل من فيها ونهي إمارة الولاية، فقال الفاضل: رأي أمير المؤمنين أعلى وهو أعرف، فقال العاضد: ما تقول في فلان فوهى أمره وذكر شيئاً صدفه عنه، إلى أن ذكر جماعة كلهم كذلك، فقال للفاضل: فمن ترى أنت؟ قال: ما رأيت في الجماعة أحسن طريقة من يوسف ابن أيوب ابن أخي الميت، فإني اختبرته ورأيته يرجع إلى دين وأمانة، فقال العاضد: إني أخاف أن لا يرضى به القوم، فقال الفاضل: يا أمير المؤمنين أنت ألبسه وأجلسه وهو يبذل الأموال ويصلح حال الرجال ففعل ذلك. وخرج الناس وعلى صلاح الدين الأخضر من دون الجماعة فعرفوا أنه صاحب الأمر، وساعدته السعادة فلم يقل أحد كلمة وفرق خزاين شيركوه وعامل الناس بالإحسان وبذل المال فأحبوه وتم أمره وصار القبض والبسط إلى الفاضل. وفوض صلاح الدين إليه أمور دولته وصار لا يصدر عن رأيه، واستنابه في جميع أموره ورعى له تلك الحال، فجرى في تصاريفه على أحسن قانون، وأحسن إلى أرباب البيوت، وجمع كتباً مشهورة بلغني أنها تكون سبعين ألف مجلد في فنون العلم وأنواعه. الوافي في الوفيات للصفدي

ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:28]ـ

قال القاضي محي الدين عبد اللّه بن عبد الظاهر في كتاب الدر النظيم في أوصاف القاضي الفاضل عبد الرحيم، ومن جمله بنائه دار التمر بمصر المحروسة، ولها دخل عظيم يجمع ويشترى به الأسرى من بلاد الفرنج، وذلك مستمر إلى هذا الوقت، وفي كل وقت يحضر بالأسارى فيلبسون ويطوفون ويدعون له، وسمعتهم مرارا يقولون: يا اللّه يارحيم أرحم القاضي الفاضل عبد الرحيم. وقال القاضي جمال الدين بن شيث: كان للقاضي الفاضل ريع عظيم يؤجره بمبلغ كبير فلما عزم على الحج ركب ومر به ووقف عليه. وقال: اللهم إنك تعلم أن هذا الخان ليس شيء أحب إلي منه، أو قال أعز علىّ منه، اللهم فاشهد أني وقفته على فكاك الأسرى من بلاد الفرنج.

((مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية العدد55 - 56))

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015