ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 04:13]ـ

بارك الله فيك ياشيخ عبد الحي وأعلى منزلتك

اللهم اجعل القران شفيعا لنا يوم نلقاك

ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 04:54]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اللهم أمين و لكم بالمثل

جزاكم الله تعالى كل خير

ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 12:44]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تفسير سورة الشمس

مكية و آياتها خمس عشرة آية

أقسم الله تعالى بهذه الآيات العظيمة , على النفس المفلحة , و غيرها من النفوس الفاجرة , فقال:

(و الشمس و ضحاها) قال ابن جرير: أقسم الله بالشمس و نهارها , لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار. قال الراغب " الضحى " انبساط الشمس و امتداد النهار , و به سمي الوقت. و حقيقته - كما قال الشهاب - تباعد الشمس عن الأفق المرئيّ و بروزها للناظرين. و قال الإمام: يقسم بالشمس نفسها ظهرت أو غابت لأنها خلق عظيم. و يقسم بضوئها لأنه مبعث الحياة و مجلي الهداية في عالمها الفخيم.

(و القمر إذا تلاها) أي تبع الشمس في المنازل و النور. قال الإمام: و ذلك في الليالي البيض , من الليلة الثالثة عشرة من الشهر إلى السادسة عشرة. و هو قسم بالقمر عند امتلائه أو قربه مع الإمتلاء. إذ يضيء الليل كله مع غروب الشمس إلى الفجر. و هو قسم في الحقيقة بالضياء في طور آخر من أطواره , و هو ظهوره و انتشاره الليل كله.

(و النهار إذا جلاّها) أي جلّى ما على وجه الأرض و أوضحه , و ذلك عند انتفاخ النهار و انبساطه , لأن الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الإنجلاء.

(و الليل إذا يغشاها) أي يغشي وجه الأرض , فيكون ما عليها مظلما.

فتعاقب الظلمة و الضياء , و الشمس و القمر , على هذا العالم , بانتظام و إتقان , و قيام لمصالح العباد , أكبر دليل على أنه الله بكل شيء عليم , و على كل شيء قدير , و أنه المعبود وحده , الذي كل معبود سواه فباطل.

(و السماء و ما بناها) أي و من رفعها , و صيّرها بما فيها من الكواكب كالسقف أو القبة المحكمة المزينة المحيطة بنا.

(و الأرض و ما طحاها) أي بسطها من كل جانب , لافتراشها و ازدراعها و الضرب في أكنافها , فتمكن الخلق حينئذ من الإنتفاع بها , بجميع وجوه الإنتفاع.

(و نفس و ما سواها) أي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة , كما قال تعالى " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يُهوّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمَجِّسانه , كما تولد البهيمة بهيمة جَمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ " رواه البخاري و مسلم , و قال صلى الله عليه و سلم: " يقول الله عز و جل: إني خلقت عبادي حُنفاء فجاءَتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم " رواه مسلم.

(فألهمها فجورها و تقواها) بين لها الخير و الشر , أي ما تعمله من الصالحات و ما تتجنّبه من المفسدات.

(قد أفلح من زكَّاها) أي طهر نفسه من الذنوب , و نقّاها من العيوب , و رقّاها بطاعة الله , و علاّها بالعلم النافع و العمل الصالح.

(و قد خاب من دسّاها) أي أخفى نفسه الكريمة , بالتدنس بالرذائل و الدنو من العيوب و الإقتراف للذنوب , و ترك ما يكملها و ينميها , و استعمال ما يشينها و يدسيها.

(كذّبت ثمود بطغواها) أي بسبب طغيانها و ترفعها عن الحق و مجاوزتها الحدّ في الفجور , و عتوها على رسل الله. و المراد بهذا الإخبار إنذار قريش من خطر استمرارها على التكذيب , و تسلية للرسول صلى الله عليه و سلم و المؤمنين.

(إذ انبعث أشقاها) أي أشقى القبيلة , هو قُدَار بن سالف عاقر الناقة , و هو أحمير ثمود , و هو الذي قال تعالى " فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ". و كان هذا الرجل عزيزا فيهم شريفا في قومه نسيبا رئيسا مطاعا.

(فقال لهم رسول الله) و هو صالح عليه السلام , محذّرا.

(ناقة الله و سقياها) أي: احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء , و لا تعتدوا عليها في سقياها الذي اختصه الله به في يومها. و كان عليه السلام تقدم إليهم عن أمر الله أن للناقة شرب يوم و لهم شرب آخر , غير يوم الناقة. كما بينته آية الشعراء في قوله " هذه ناقة لها شرب و لكم شرب يوم معلوم و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ".

(فكذَّبوه) أي: كذّبوه فيما جاءهم به سواء رسالته و دعوته إلى عبادة الله وحده , أو تحذيره لهم من حلول العذاب عليهم إنهم لمسوا الناقة بسوء.

(فعقروها) أي قتلوها. قال في النهاية: أصل العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف و هو قائم , ثم اتسع حتى استعمل في القتل و الهلاك.

و ذلك أنهم أجمعوا على منعها الشرب و رضوا بقتلها. و عن رضا جميعهم قتلها قاتلها و عقرها من عقرها. و لذلك نسب التكذيب و العقر إلى جميعهم.

(فدمدم عليهم ربهم بذنبهم) أهلكهم و أزعجهم بسبب كفرهم به و تكذيبهم رسوله و عقرهم ناقته , استهانة به و استخفاف بما بعث به. فأرسل عليهم الصيحة من فوقهم , و الرجفة من تحتهم , فأصبحوا جاثمين على ركبهم , لا تجد منهم داعيا و لا مجيبا.

(فسوّاها) أي فسوى الدمدمة عليهم جميعا , فلم يفلت منهم أحد. فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.

(و لا يخاف عقباها) قال ابن عباس: لا يخاف الله من أحد تبعة , و كذا قال مجاهد و الحسن , و بكر بن عبد الله المزني , و غيرهم. فالله تعالى لا يخشى تبعة إهلاكهم لأنه العزيز الذي لا يغالب , و القاهر الذي لا يخرج عن قهره و تصرفه مخلوق , الحكيم في كل ما قضاه و شرعه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015