انطلاقاً نحو الهدف الثابت تحدد المؤسسة لها أهداف مرحلية ثم ترتبها تصاعدياً ثم تبدأ بالهدف الأول فتصفه وصفاً دقيقاً ملتزماً بالضوابط المذكورة في أول مبحث في هذا الكتاب وتحدد له الإمكانات المطلوبة والفترة الزمنية المناسبة، ومن ثمَّ ينطلق الفريق العامل نحو خط النهاية المحدد كهدف مرحلي ثم ينتقل منه إلى هدف آخر وهكذا.

وينبغي أن يكون الهدف جزئياً وواقعياً في نفس الوقت والشركات العالمية الكبرى تجعل لها فيما بين كلٍ عشر سنوات وثلاثين سنة هدفاً واحداً كبيراً وصعباً وجريئاً ثم تنطلق من خلاله لتحقيق هدفها الثابت المركزي ثم تنتقل لهدف مرحلي آخر وهكذا، من خلال التفريق بين الثابت والمتغير في عملك يتحقق التطوير ويُمكنك النفاذ برؤيتك للمستقبل البعيد نسبياً والتعامل معه في خططك وكأنه حاضر قائم.

إن من أخطر ما يتعرض له المخططون هو خلطهم بين الثابت والمتغير في عمل مؤسساتهم فإما أن يتنازلوا عن الأهداف الثابتة الدائمة ويجعلوها عرضة للتغيير، فتفقد مؤسستهم مبرر وجودها وعامل استمرارها، وإمَّا أن يعطوا الأهداف المتغيرة المرحلية صفة الثبات والاستمرار فتصاب مؤسستهم بالجمود فالذبول ومن ثم الزوال.

وقد يكون الخطر في أنهم بعد الفراغ من تحقيق هدف مرحلي والنجاح في ذلك، يعجزون عن إيجاد أهداف أخرى ويتوقفون يتلفتون في أماكنهم، ويجترون حكايات النجاح السابق.

وقد يكون تحديد الهدف المرحلي الجزئي ناجحاً ولكن مدى الالتزام بالسعي لتحقيقه فيكون الإخفاق.

احذر أن تصل مؤسستك إلى قمة من قمم النجاح وأنت لم تحدد بعد القمة الأخرى التي ستواصل التسلق نحوها، ولتعلم أن الرؤية المستقبلية أهم شروط نجاحها والوصول إليها هو العقول المبدعة والمنفذون المتحمسون والتنظيم الفائق، وكلما توفر ذلك فستؤمن مسيرتك لمدة عقد من الزمن على الأقل.

وقفة الوداع

وبعد أيها القارئ الكريم فقد محضتك النصح وبذلت لك الجهد فما لقيت من صواب فالفضل فيه لله وحده وما لقيت من خطأ فأستغفرُ الله منه وإليك إصلاحه والمأمول منك ستره ولا تبخل على من نصح وبذل بدعوة بظهر الغيب ولك مثل ذلك.

وإني لأرجو أن تكون مع فراغك من قراءة هذه السطور قد اكتسبت القدرة على إجادة صنع الأهداف وحاولت تنظيم حياتك بالتخطيط لأمورك والاستغلال الأمثل لوقتك فاستطعت السيطرة على ذاتك وإدارة بثقة ونجاح متجاوزاً ما يثيره النقاد حولك مركزاً لذهنك وفكرك مع الحرص على التوازن في حياتك والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والتنمية لمواهبك الفكرية بالقراءة الناجحة المفيدة على أن تكون غير مهمل لصحتك وقادراً على التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم وبناء العلاقات معهم بعد المعرفة بأصنافهم وصفاتهم.

ولعل ذلك يقودك إلى النجاح في عملك بعد استكمالك لشروطه وحسن إدارتك له وتفوقك في التعامل مع قضايا التفويض والاجتماعات والتعامل مع المشاكسين من زملاء العمل ليؤدي كل ذلك لرفع إنتاجك وقدرتك على التفاوض مع غيرك وبناء الرؤية المستقبلية لعملك.

فإن تحقق لك هذا أو بعضه فهو ما تأمل النفس وترجو أن يكون وإن لم تصل إلى شيء من ذلك فحاول مرة أخرى ولعل وعسى.

وتولاك الله برعايته وأسبغ عليك نعمة وغفر لنا ولك واللهم لك الحمد وعليك الثناء في الانتهاء كما كان ذلك في الابتداء لا تزال به اللسان صادحة والأقلام صارخة والحمد نعمة منك مستفادة لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

*********************

انتهاء.

ـ[مكاوي]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:35]ـ

بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم

ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:57]ـ

فعلا الكتاب رائع , وأنصح به.

ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 02:40]ـ

جزاكم الله خير الجزاء ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015