أمامك سبع عقبات .. فاحذر

ـ[علي أكرم]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 06:44]ـ

أمامك سبع عقبات .. فاحذر

أمامك سبع عقبات , يعترض الشيطان بها طريقَك إلى

الله , ذكرها الإمام ابنُ قيِّم الجوزيّة - رحمه

اللهُ - في كتابه (مدارج السالكين 1/ 222) , فقال:

النظرُ إلى الآمرِ له بالمعصية , المزيّنِ له فعلَها

, الحاضِّ له عليها , وهو شيطانُه الموكَّل به ,

فيفيده النظر إليه وملاحظته اتخاذه عدواً , وكمال

الاحتراز منه , والتحفظ , واليقظة , والانتباه لِمَا

يريدُ منه عدوّه , وهو لا يشعر , فإنه يريد أن يظفرَ

به في عقبةٍ من سبعِ عقباتٍ , بعضُها أصعبُ من بعضٍ

, لا ينزلُ منه من العقبة الشّاقة إلى ما دونها إلا

إذا عجز عن الظفر به فيها:

العقبة الأولى:

عقبة الكفر باللهِ وبدينِه ولقائِه

وبصفاتِ كمالِه وبما أخبرتْ به رسلُه عنه , فإنه إنْ

ظفرَ به في هذه العقبة , بردت نارُ عداوته ,

واستراحَ , فإنْ اقتحمَ هذه العقبةَ , ونجا منها

ببصيرةِ الهداية , وسلم معه نورُ الإيمان , طلبه على

:

العقبة الثانية: وهي عقبةُ البدعة؛ إمّا باعتقادِ

خلافِ الحقِّ الذي أرسل اللهُ به رسولَه وأنزل به

كتابَه , وإمّا بالتعبدِ بما لَم يأذنْ به اللهُ من

الأوضاعِ والرسومِ المحدثة في الدّين التي لا يقبلُ

اللهُ منها شيئاً , والبدعتان في الغالب متلازمتان ,

قلَّ أن تنفكَّ إحداهما عن الأخرى , كما قال بعضُهم

: " تزوجت بدعةُ الأقوال ببدعة الأعمال , فاشتغل

الزوجان بالعرس , فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا

يعيثون في بلاد الإسلام , تضج منهم العباد والبلاد

إلى الله تعالى ". وقال شيخُنا [ابن تيمية]: "

تزوجت الحقيقةُ الكافرة بالبدعة الفاجرة , فتولد

بينهما خسران الدنيا والآخرة ".

فإن قطع هذه العقبة , وخلص منها بنور السنة , واعتصم

منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف الأخيار من

الصحابة والتابعين لهم بإحسان , وهيهات أن تسمح

الأعصارُ المتأخرة بواحدٍ من هذا الضرب , فإن سمحت

به , نصبَ له أهل البدع الحبائل , وبغَوْهُ الغوائلَ

, وقالوا: مبتدعٌ محدث.

والظفرُ به في عقبة البدعة أحبُّ إليه , لمناقضتها

الدين , ودفعها لما بعث اللهُ به رسولَه , وصاحبُها

لا يتوب منها , ولا يرجع عنها , بل يدعو الخلقَ

إليها , ولتضمنها القولَ على الله بلا علم ,

ومعاداةَ صريح السنة , ومعاداةَ أهلها , والاجتهادَ

على إطفاء نور السنة , وتوليةَ مَن عزله الله ورسوله

, وعزلَ مَن ولاّه الله ورسوله , واعتبارَ ما ردّه

اللهُ ورسولُه , وردَّ ما اعتبره , وموالاةَ مَن

عاداه , ومعاداةَ مَن والاه , وإثباتَ ما نفاه ,

ونفيَ ما أثبته , وتكذيبَ الصادق , وتصديقَ الكاذب ,

ومعارضةَ الحق بالباطل , وقلبَ الحقائق بجعل الحقّ

باطلاً والباطل حقاً , والإلحادَ في دين الله ,

وتعميةَ الحقِّ على القلوب , وطلبَ العوج لصراط الله

المستقيم , وفتحَ باب تبديل الدين جملة.

فإن البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها , حتى ينسلخَ

صاحبُها من الدين , كما تنسل الشعرة من العجين ,

فمفاسدُ البدع لا يقف عليها إلا أربابُ البصائر ,

والعميان ضالون في ظلمةِ العمى , ومَن لَم يجعل

اللهُ له نوراً , فما له من نور , فإنْ قطع هذه

العقبة بعصمةٍ من الله أو بتوبةٍ نصوح تنجيه منها ,

طلبه على:

العقبة الثالثة: وهي عقبةُ الكبائر؛ فإنْ ظفرَ به

فيها , زيَّنها له , وحسّنها في عينه , وسوّف به ,

وفتحَ له باب الإرجاء , وقال له: الإيمان هو نفس

التصديق , فلا تقدح فيه الأعمال , وربما أجرى على

لسانه وأذنه كلمةً طالما أهلَكَ بها الخلقَ , وهي

قوله: " لا يضر مع التوحيد ذنب , كما لا ينفع مع

الشرك حسنة ". فإذا وفقه اللهُ لقطع هذه العقبة ,

طلبَه على:

العقبة الرابعة: وهي عقبةُ الصغائر؛ فكال له منها

بالقُفْزان , وقال: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما

غشيت من اللّمَم , أوَما علمتَ بأنها تكفَّر باجتناب

الكبائر وبالحسنات. ولا يزال يهون عليه أمرها حتى

يصرّ عليها , فيكون مرتكبُ الكبيرة الخائفُ الوجلُ

النادمُ أحسنَ حالاً منه , فالإصرارُ على الذنب

أقبحُ منه , ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار , ولا

صغيرة مع الإصرار , وقد قال: " إياكم ومحقرات

الذنوب " , ثم ضرب لذلك مثلاً بقومٍ نزلوا بفلاة من

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015