ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد لاحظت أن ابن هشام الأنصاري رحمة الله عليه قد وقع في تناقض في أحد أحكامه النحوية وتخريجاته التي قام بها ولذلك أريد مناقشة المسألة مع الأساتذة الأفاضل ربما كان على صواب والمسألة تخص قوله تعالى: ?الله أعلم حيث يجعل رسالته? سورة الأنعام. حيث ذهب-في المغني- إلى أن «حيث» مفعول به وحجته في ذلك هو أنه لا يحق في ذات الله أن يكون يعلم مكانا دون آخر وهو تعليل جيد لكن أبي حيان صاحب البحر المحيط رد هذا القول على حسب ما أورد الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في تحقيقه لقطر الندى وبل الصدى وعلة ذلك هو أن الظرف حيث غير متصرف فكيف جاز لابن هشام أن يعربه مفعولا به، ومن جهة أخرى نجد ابن هشام الأنصاري رحمة الله عليه-في المسائل السفرية- يرفض أن يعرب الظرف «ثم» في قوله تعالى: ?وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ... ?الآية مفعولا به كونه غير متصرف ويرى أن مفعول الفعل رأى هو الموصول ما وتقدير الكلام إذا رأيت ما ثم .... ، هذا بالإضافة لأوجه أخرى يذكرها.
مما تقدم ألا يظهر أن العلامة بن هشام الأنصاري رحمة الله عليه قد وقع في تناقض
أرجو التوضيح في هذه المسألة وتحية حارة أقدمها لحراس اللغة من طنجة إلى جكارتا ?ابتسامة?
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 01:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله وسدد خطاك
هل مثل هذا يسمى تناقضا؟
لعل الأولى أن يسمى اختيارا أو تغيرا في الاجتهاد، وهو كثير مثلا عند ابن مالك، قليل عند ابن هشام، لكنه موجود.
والفرق بين التناقض وتغير الاجتهاد أن التناقض هو القول بقولين كل منهما مناقض للآخر مع التزام ذلك في وقت واحد، أما تغير الاجتهاد فيكون في زمانين؛ مثل أن يفتي المجتهد اليوم بفتوى ثم يرجع عنها غدا لأنه ظهر له من الأدلة مثلا ما جعله يغير قوله، وهذا تراه كثيرا إذا وازنت بين التسهيل لابن مالك والخلاصة الألفية له.
هذا من حيث العموم.
أما من حيث خصوص هذه المسألة؛ فقد ذكرتَ أن ابن هشام متناقض وبنيت ذلك على كلام أبي حيان، وهذا خطأ منهجي في البحث؛ إذ لكي يتم لك وقوع التناقض فلا بد أن تحكي الكلام عن ابن هشام نفسه، فهل ذكر ابن هشام أن (حيث) لا يمكن أن تأتي متصرفة؟
ثم إن ابن هشام قال: (وقد تقع "حيث" مفعولا به) وهذا هو التصرف؛ لأن التصرف معناه أن الكلمة لا تلزم الظرفية، فكيف نقول (إن ابن هشام متناقض لأن "حيث" لا تتصرف) مع أنه هو نفسه ذكر أنها تتصرف؟
ويمكنك أن تراجع ما قاله السمين الحلبي في الدر المصون، ففيه كلام جيد في الرد على أبي حيان.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمود بن عبد اللطيف]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 02:18]ـ
بورك فيكم أبا مالك
بعض الناس إذا قرأ كتبا لأحد العلماء, ورأى اختلاف أحكامه في المسائل حسب أن ذلك تناقض منه, والحقيقة -كما قلتم-أحسن الله إليكم-أن هذا من تغير اجتهاد العالم, وهذا شائع عند المحققين من أهل العلم, ويحسب لهم ذلك-رحمهم الله تعالى وجزاهم عنا خيرًا.
ـ[محمود بن عبد اللطيف]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 02:23]ـ
من المسائل التي ظاهرها التناقض عند الشيخ ابن هشام-رحمه الله-في الكتاب الواحد مسألة (ليس غير/ إلا) في شرح الشذور؛ فهو لايرى إلا الوجه الأول, ومع ذلك استعمل الثاني في كتابه مرتين أو ثلاثة, وأرى أن ذلك من باب غلبة العرف ... ليس إلا (ابتسامة)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 09:15]ـ
والأشهر منها أنه منع (قد لا يفعل) فقال عن "قد": مختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرَّد من جازم وناصب وحرف تنفيس، وهي معه كالجزء فلا تُفصل منه بشيء اللهم إلا بالقسم.
ثم استعملها في "مغني اللبيب": "قد لا تضاف"، "قد لا يعطى".
مع جلالة قدره التي ليست محل نزاع هنا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 09:25]ـ
من المسائل التي ظاهرها التناقض عند الشيخ ابن هشام-رحمه الله-في الكتاب الواحد مسألة (ليس غير/ إلا) في شرح الشذور؛ فهو لايرى إلا الوجه الأول, ومع ذلك استعمل الثاني في كتابه مرتين أو ثلاثة, وأرى أن ذلك من باب غلبة العرف ... ليس إلا (ابتسامة)
¥