ما مذهب ابن حجر في اليمين .. (كلتا يديه يمين)؟؟

ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - عز وجلec-2006, مساء 07:03]ـ

نقل ابن حجر في فتح الباري (13\ 480\حديث 7431)

في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين) سياق من طريق أبي يحي القتات عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: (و السموات مطويات بيمينه) وفي حديث ابن عباس رفعه: (أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين) وقال القرطبي في المفهم كذا جاءت هذه الرواية بإطلاق لفظ الشمال على يد الله تعالى على المقاربة المتعارفه في حقنا، وفي أكثر الروايات وقع التحرز عن إطلاقها على الله حتى قال وكلتا يديه يمين لئلا يتوهم نقص في صفته سبحانه وتعالى لأن الشمال في حقنا أضعف من اليمين .. قال البيهقي ذهب بعض أهل النظر إلى أن اليد صفة ليست جارحة، وكل موضع جاء ذكرها في القران و السنة الصحيحة فالمراد تعلقها بالكائن المذكور معها كالطي والأخذ و القبض و البسط و القبول و الشح والإنفاق وغير ذلك تعلق الصفة بمقتضاها من غير ممارسة .. وليست ذلك تشبيه بحال، وذهب آخرون إلى تأويل ذلك بما يليق. أ. هـ

عقيدة ابن حجر في الجمة أشعرية لكن أصوله تخالفهم فهو أشبه بطريقة الباقلاني وغيره من متكلمة الإثبات وفي كثير من الأمور بالذات في قضايا الأسماء ونحوها ينتحي طريقة أهل السنة ..

فهو أشعري لكن ليس على طريقة الرازي وغيره من متكلمة الأشاعرة الذين جنحوا لطريقة الفلاسفة في التقرير وليس هو على طريقة أبي الحسن في الاقتراب الشديد من أهل السنة وإنما تارة يميل مع أهل السنة وتارة مع الأشاعرة

ونقل رأي البيهقي الذي لا يثبت الصفة ولا ينفيها ..

فهو مضطرب وغير مطرد باتجاه واحد، فتارة مثبتا وتارة مأولاً ..

ما يهمني الآن هو معرفة مذهب ابن حجر في اليمين بالذات، وعلام يدل نقله للبيهقي؟؟

وفقنا الله وإياكم

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - عز وجلec-2006, مساء 09:19]ـ

هذه بعض أقوال الحافظ ونقوله في صفة اليدين

قال الحافظ في المقدمة ص 208:

قوله: (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك. اهـ

و قال الحافظ في الفتح 1/ 352: "والمراد باليد هنا القدرة".

ونقل في 13/ 390": ولأهل الكلام في هذه الصفات – كالعين والوجه واليد – ثلاثة أقوال، أحدها: أنها صفات ذات أثبتها السمع و لا يهتدي إليها العقل".

وفي 13/ 394 قال الحافظ: "باب قول الله تعالى: لما خلقت بيدي، قال ابن بطال: في هذه الآيات إثبات اليدين لله، وهما صفتان من صفات ذاته، وليستا بجارحتين، خلافًا للمشبهة من المثبتة، وللجهمية من المعطلة .... ".

وفي (13/ 394) قال الحافظ: "وقال غيره: هذا يساق مساق التمثيل للتقريب؛ لأنه عهد أن من اعتنى بشيء واهتم به باشره بيديه، فيستفاد من ذلك أن العناية بخلق آدم كانت أتم من العناية بخلق غيره".

وفي 13/ 398 قال الحافظ: " وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة .... ".

وينظر تعليقات العلامة البراك على كلامه ونقله هنا:

http://www.alalukah.com/showthread.php?t=73

ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - عز وجلec-2006, مساء 09:29]ـ

الفاضل عبدالرحمن السديس وفقك الله

لم يتضح مذهب ابن حجر من النقولات السابقة لمسألة اليمين بالتحديد

بارك الله فيك وفي علمك

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - عز وجلec-2006, صباحاً 09:17]ـ

السلام عليكم أختي الفاضلة طالبة علم زادك الله فضلاً وعلماً

الحافظ ابن حجر -رحمه الله- متذبذب في مسائل العقيدة بين مذهب السلف الصالح ومذهب الأشعرية، فوافقهم في أشياء كجواز التأويل والتفويض في الصفات ونفي الجهه وغيرها، ومع هذا فلا ينسب إلى الأشاعرة، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة

وقد ذكر ذلك فضيلة الشيخ صالح ابن عثيمين -رحمه الله-أثناء شرحه لحديث في الأربعين النووية وقال: فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري. أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟

الجواب: لا نقول إنه شافعي. ا.هـ

وقد أجاد فضيلة الشيخ سفر الحوالي -حفظه الله- في رسالته (منهج الأشاعرة في العقيدة) و بيانه لموقف ابن حجر من الأشاعره وحقيقة نسبته إليهم.

ولعلك أختي الكريمة اطلعت أو تطلعي على كتاب (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) تقريظ لكبار العلماء، قد تجدي فيه الإجابة على سؤالك.

والكتاب مرفق

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015