ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - عز وجلec-2006, مساء 04:00]ـ

المثال السادس:

حديثُ أنس رضي الله عنه: أنَّ امرأةً جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله، دارٌ سكنَّاها، والعددُ كثيرٌ، والمالُ وافرٌ، فقَلَّ العددُ وذهبَ المالُ!

فقال رسولُ لله صلى الله عليه وسلم: "دَعُوها، ذميمة".

ويخالفُه حديثُ: "لا عَدْوَى ولا طِيَرة".

يرى الإمامُ ابنُ عبدالبر أنَّ الحديثَ الأول كان في أول الإسلام، ثم نُسخَ

فنهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّنه بياناً عاماً.

قال رحمه الله: (وهكذا كان نزولُ الفرائض والسُّنن حتى استَحكمَ الإسلام).

على أنه في موضعٍ آخر من التمهيد والاستذكار سلكَ مسلكَ الجمع بين الحديثين.

ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - عز وجلec-2006, مساء 04:01]ـ

المثال السابع:

ما رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثٌ؛ هنَّ عليَّ فريضةٌ وهنَّ لكم تطوُّعٌ: الوترُ، وركعتا الفجر، وركعتا الضُّحى".

يميلُ الحافظُ أبو حفص ابن شاهين إلى نسخ هذا الحديث بالحديث الآتي:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرتُ بالضُّحى والوتر، ولم يُفرَضْ عليَّ".

ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - عز وجلec-2006, مساء 03:59]ـ

المثال الثامن:

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يتتبَّع الدُّبَّاءَ من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحبُّ الدُّبَّاءَ من يومئذ.

رأى ابن حزم رحمه الله أنَّ هذا الحديث منسوخ، والناسخ له:

ما جاء في الصحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تَطيشُ في الصحفة، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يَليك"

قال عمر: فما زالت تلك طعمتي بعد.

رأى ابن حزم أنَّ الحديث الأول موافقٌ لأصل الإباحة، وحديث: "كل مما يليك" ناقلٌ عن الأصل ومقرِّرٌ لحكم الشرع فيكون ناسخاً للأول بيقين.

ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - عز وجلec-2006, مساء 04:19]ـ

المثال التاسع:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمنعن جارٌ جاره أن يغرز خشبة في جداره"

رأى القُدُوري أنَّ هذا الحديث يحتمل أن يكون في أول الإسلام ثم نُسخ، والناسخ له:

حديث: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه".

ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - عز وجلec-2006, مساء 04:30]ـ

المثال العاشر:

ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعاً: "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا ... "

قال بعض المالكية –كأشهب- بنسخه، والناسخ له:

حديث: "المسلمون على شروطهم" وحديث: "إذا اختلف البيعان استحلف البائع".

ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jan-2007, مساء 08:30]ـ

المثال الحادي عشر:

ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"

فقال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟

قال: "وإن زنى وإن سرق".

رأى الحافظ العقيلي أنَّ هذا الحديث منسوخ

وأنه كان قبل أن ينزل الحلال والحرام.

ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2007, صباحاً 12:12]ـ

المثال الثاني عشر:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ابْتَاعَ شاةً مُصَرَّاةً فهو فيها بِالخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيام، إن شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا من تَمر". أخرجه مسلم في صحيحه

رأى جمعٌ من أهل العلم –كأبي حنيفة ومحمد، وهو اختيار الطحاوي وغيره من أهل العلم- أنَّ هذا الحديث منسوخٌ، وذكروا له نواسخ عدة:

فذكر بعضُهم حديثَ: "الخراج بالضمان" والنهي عن الربا، وبيع الدين بالدين.

وقيل: بل الناسخ إيجاب الضمان بالمثل إن كان له مثلٌ أو بقيمة المضمون إن لم يكن له مثل، وأما ضمانه من غير جنسه -كما في حديث المصرَّاة- فخلاف الأصول؛ كما في حديث: "طعامٌ بطعام، وإناءٌ بإناء".

وبعضهم رأى نسخَه بحديث: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا".

وبعضهم ذكر أنه نُسخ بنسخ العقوبات في الأموال بعد أن كان التعزيرُ بها مشروعاً في أول الإسلام.

وتراجع كتب الحنفية لبيان هذه النواسخ، ككتب الطحاوي، وكتاب القدوري وغيرها.

ولهذا نقاشٌ مطوَّل مبسوط في كتب الفقه والشروح الحديثية، ومن أقدم من ناقش هذا المسلك تجاه حديث المصرَّاة الإمام الشافعي رحمه الله.

ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 06:38]ـ

المثال الثالث عشر:

ما أخرجه أبو داود في سننه من حديث المهاجِر بن قنفذ أَنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فَسَلَّمَ عليه؛ فلم يَردَّ عليه حتى تَوضَّأَ، ثمَّ اعتذر إليه فقال:

"إني كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عز وجل إلاعلى طُهْر"

رأى الإمام ابنُ حزمٍ أنَّ هذا الحديثَ منسوخٌ، والناسخ له:

حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهمَّ اغفر لي –أو دَعا- استُجيبَ له، فإن توضَّأ قُبِلَت صلاتُه".

فذكر رحمه الله أنَّ هذا الحديثَ تضمَّنَ فضلاً من الله تعالى، والفضائل لايدخلها النسخ، لأنها تزيد ولاتنقص.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015