هل النهي في حديث أبي هريرة في الأذان أو الإقامة

ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[02 - عز وجلec-2006, صباحاً 01:03]ـ

في صحيح مسلم قال

حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو الْأَحْوَصِ عن إبراهيم بن الْمُهَاجِرِ عن أبي الشَّعْثَاءِ قال كنا قُعُودًا في الْمَسْجِدِ مع أبي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ رَجُلٌ من الْمَسْجِدِ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أبو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حتى خَرَجَ من الْمَسْجِدِ فقال أبو هُرَيْرَةَ أَمَّا هذا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ

كان السبب الأساس لبحث هذه الرواية أن أحد الإخوة ذكر أن الحديث روي من طريق أخر بلفظ الإقامة فهي مفسرة للحديث فالنهي لمن خرج بعد الإقامة لا بعد الأذان فبدأت بتخريج ما أستطعت أن أجده لطرق رواية الإقامة فقط.

تخريج رواية الإقامة في حديث أبي هريرة في الرجل الذي خرج بعد الأذان فقال أبو هريرة (أما هذا فقد عصى أبا القاسم)

رواية الإقامة أخرجها أبو عوانة في مستخرجه 3/ 151 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي و من طريق محمد بن يوسف الفريابي وكلاهما عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة

و قد رواه عن سفيان الثوري بذكر الأذان دون الإقامة (1) كلا من:

1 - وكيع (أخرجه الترمذي 1/ 397)

2 - إسحاق بن راهويه (في مسنده 1/ 262)

3 - الإمام أحمد (في مسنده 2/ 471)

4 - محمد بن كثير العبدي (عند أبي داود 1/ 147)

5 - الحسين بن حفص (عند البيهقي 3/ 56)

قلت: يعلى بن عبيد قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة إلا في حديثه عن الثوري فقيل لين.

و محمد بن يوسف الفريابي قال عنه الحافظ: يقال أنه أخطأ في شيء من حديث سفيان.

و وكيع أثبت في سفيان من الفريابي. فثبت أن الرواية الصحيحة عن سفيان هي الأذان لا الإقامة (2)

كما أخرج رواية الإقامة أبو نعيم في الحلية 10/ 114 و القزويني في التدوين 2/ 358 من طريق سريج بن يونس عن أبي حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن أبي هريرة. و قال أبو نعيم: لم يروه عن محمد بن جحادة إلا أبو حفص و عنه سريج.

قلت: رواية القزويني فيها أحمد بن محمد بن عيسى اتهمه بالكذب أبو الحسين الحجاجي (3)

كما أخرج هذه الرواية البيهقي في الشعب 6/ 379 من طريق محمد بن الحسين بن مكرم عن سريج بن يونس لكن بلفظ (حين أذن المؤذن أو حين أخذ في الإقامة)

وقد أخرج ابن حبان في صحيحه 5/ 411 رواية سريج بن يونس من طريق حامد بن محمد بن شعيب عن سريج بلفظ (و قد أذن المؤذن) و قال ابن حبان: أبو صالح هو ميزان وهو ثقة.

قلت: ميزان ثقة. وثقه ابن معين و علي بن المديني

كما أخرج الطبراني في المعجم الكبير 19/ 34 رواية سريج بن يونس من طريق محمد بن علي بن المديني عن سريج.

قلت: محمد بن علي بن المديني يلقب (فستقة) قال الخطيب في تاريخ بغداد: ثقة.

والخلاصة أن الحديث ثابت بلفظ الأذان فقط وهذا ما أخرجه مسلم ففي صحيحه 1/ 453 من طريق أبو الأحوص عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة

و أخرجه أيضا 1/ 454 من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي الشعثاء.

هذا ما يسر الله فما كان صوابا فمن الله وما سواه فمن نفسي ومن الشيطان والحمد لله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015