ثانيًا: دراسة أسانيد الحديث:

# دراسة أسانيد طريق زهير بن معاوية ومتابعاته عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود، ومتابعات أبي إسحاق على هذا الوجه:

1 - في رواية شعيب بن أيوب عن أبي نعيم وحفص بن عمر الطنافسي = لم أجد ترجمة للراوي عن شعيب: أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني الواسطي، وهو شيخٌ للدارقطني، وقد أكثر الدارقطني عنه، خاصةً روايته عن شعيب بن أيوب، فلعلها مستقيمة، وقد قال الدارقطني في السنن (3/ 239): (أخبرنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط من أصله)، والتحديث من الأصل أضبط، واختيار الدارقطني هذا الراوي راويةً له عن شعيب بن أيوب وأخذه من أصله دليل على أنه مقبول الرواية.

2 - قد روى الحسين بن إسماعيل المحاملي ويعقوب بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان الحديث على ثلاثة أوجه:

- مرةً عن يحيى بن آدم عن زهير،

- ومرةً عن يحيى بن آدم عن أبي حماد الحنفي مفضل بن صدقة،

- ومرةً عن يحيى بن آدم عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة عن ابن مسعود،

والصحيح من ذلك الأول، لموافقته حديث أحمد وابن أبي شيبة عن يحيى بن آدم، والوجهان الآخران خطأ من حفيد القطان هذا، فإنه صدوق، ولا يحتمل منه تعدد الأسانيد هكذا.

فرواية أبي حماد الحنفي إذن لا تصح عن زهير، وحتى لو صحت، فحماد ضعيف، قال فيه ابن معين: «ليس بشيء»، وقال أبو حاتم الرازي: «ليس بقوي، يكتب حديثه»، وقال أبو زرعة الرازي: «ضعيف الحديث»، وقال النسائي: «متروك الحديث». (تاريخ ابن معين رواية الدوري: رقم 2700، الجرح والتعديل: 8/ 315، الضعفاء والمتروكين للنسائي: رقم 669).

3 - ظهر من التخريج أنه قد تابع زهيرًا على هذا الوجه:

أ- يزيد بن عطاء، واختُلف عنه:

فرواه إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن زهير بن عباد عنه عن أبي إسحاق عن الأسود وعلقمة به، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،

ورواه أحمد بن حماد بن مسلم عن زهير بن عباد عنه عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود به، فأدخل عبد الرحمن بن الأسود،

وتابع زهيرًا على الوجه الثاني: عثمان بن سعيد المري، رواه عن يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن به.

وفي الجميع قرن يزيد بن عطاء علقمة بالأسود، فجعل لعبد الرحمن بن الأسود شيخين.

ويزيد بن عطاء ليّن الحديث، ضعَّفه الأكثر (تهذيب الكمال: 32/ 211 - 213)، وزهير بن عباد الراوي عنه ثقة حافظ (تهذيب التهذيب: 3/ 297)، وإلقاء تبعة الاضطراب على يزيد بن عطاء على ما فيه أولى من إلقائها على زهير بن عباد الثقة، خاصةً أن يزيد قد زاد علقمةَ في الإسناد، ولا يقرن أحدٌ علقمة والأسود جميعًا إلا هو، فروايته لهذا الحديث ضعيفة على ضعفِهِ.

ب- شريك، واختُلف عنه:

فرواه يحيى الحماني عنه عن أبي إسحاق به،

ورواه منجاب بن الحارث عنه عن أبي إسحاق عن الأسود، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،

وجاءت رواية عن شريك من طريق إسحاق الأزرق عنه عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود، وهذه الرواية الأخيرة لا تصح، إذ قد اختُلف على إسحاق الأزرق:

- فرواه عبد الحميد بن بيان عنه على هذا الوجه،

- ورواه علي بن إشكاب وجعفر بن النضر الواسطي عنه عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأسود عن ابن مسعود.

وعبد الحميد بن بيان ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه مسلمة بن القاسم (تهذيب التهذيب: 6/ 100)، فهو صدوق أو ثقة، وهو واسطي كإسحاق، إلا أنه قد خالف اثنين:

- علي بن إشكاب، وقد وثقه النسائي وقال فيه أبو حاتم - على تشدده -: «صدوق»، وقال ابنه عبد الرحمن: «صدوق ثقة»، ووثقه مسلمة بن القاسم (تهذيب التهذيب: 7/ 266)،

- وجعفر بن النضر، وقد قال فيه أبو حاتم - على تشدده -: «صدوق»، وقال ابنه عبد الرحمن فيه مثل ذلك (الجرح والتعديل: 2/ 492)، وهو واسطي أيضًا كإسحاق، فانضم في هذا قرائن لترجيح الوجه الثاني: العدد؛ فهما اثنان اتفقا مقابل واحد، والحفظ؛ فهما أحفظ من عبد الحميد، واتفاق البلد.

فالرواية عن شريك عن أبي إسحاق على هذا الوجه خطأ.

وبقيت روايتا يحيى الحماني ومنجاب بن الحارث عن شريك،

وقد جاء الحديث عن منجاب على ثلاثة أوجه:

- أحدها: عن شريك عن أبي إسحاق بهذا الوجه، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015