وهذا الإسناد رجاله ثقات؛ عمرو بن الوليد ثقة؛ وثّقه: يعقوب بن سفيان الفسوي - وسمّاه: الوليد بن عبدة -، وابن حبان، وصحح له ابن خزيمة (انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 300، والثقات 5/ 184، وصحيح ابن خزيمة 3/ 11 / 1519).

ولكن قال عمرو بن الوليد في بعض الطرق بعدم سماعه هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، وأنه إنما بلغه عنه، فقال - في رواية ابن وهب عن ابن لهيعة والليث بن سعد -: «وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص».

وفي رواية إبراهيم بن سعد أن: «عمرو بن الوليد حدّثه عن عبد الله بن عمرو».

وقد قال الذهبي: «الخبر معلول» (الميزان 7/ 134).

وقد تابع عمرَو بن الوليد: عبدُ الرحمن بن رافع التنوخي.

أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 165 و167)، و «الأشربة» (211 - 214) من طريق: فرج بن فضالة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله حرّم على أمتي: الخمر والميسر والمِزْر والكوبة والقنين، وزادني صلاة الوتر».

فرج بن فضالة وعبد الرحمن بن رافع ضعيفان.

وعبد الرحمن بن رافع مجهول (انظر: تعجيل المنفعة ص 19 - 20، وتعليق أحمد شاكر على المسند 6/ 117 / 6547).

وقد تابع عمرَو بن الوليد: مولى لعبد الله بن عمرو.

أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 172)، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال: إن ربي حرم على الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنين».

ويحيى هو: ابن إسحاق، وخالفه: طلق بن السمح، فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.

أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 258).

وخالفهم: ابن وهب فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة العجلاني، عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، مرفوعًا.

أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).

وابن وهب حديثه عن ابن لهيعة أصح من غيره، ولكنه ضعيف - أيضًا -؛ قال الذهبي: «حدّث عنه بن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة، قبل أن يَكْثُر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه، ولا يرتقي إلى هذا» (تذكرة الحفاظ 1/ 238).

وهذا الاضطراب العهدة فيه على ابن لهيعة؛ فإن يحيى بن إسحاق قال فيه ابن حجر: «من قدماء أصحاب ابن لهيعة» (تهذيب التهذيب، ترجمة حفص بن هاشم، 1/ 571).

وطلق هذا قال أبو حاتم الرازي: «مجهول» (علل الحديث 3/ 119 / 1831، وانظر: 3/ 9 و315/ 1580 و2235).

ثانيًا: حديث قيس بن سعد - رضي الله عنه –

رواه الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة، عن قيس بن سعد - وكان صاحب راية النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وكل مسكر حرام».

أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).

إسناده صحيح.

وتابع الليثَ بن سعد: عبدُ الله بن لهيعة.

أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب) - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، وعبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 273).

زاد ابن لهيعة: «والقنين».

وابن لهيعة لا يُحتمل تفرّده، فكيف إذا خالف؟!

وتابع عمرَو بن الوليد: بكرُ بن سوادة.

أخرجه أحمد في «المسند» (3/ 422)، و «الأشربة» (27)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (5/ 98 / 24080)، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، ووابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 273)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 352 / 897) من طريق: يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن بكر بن سوادة، به.

وإسناده ضعيف؛ بكر بن سوادة لم يدرك قيس بن سعد، وعبيد الله بن زحر ضعيف.

فالحديث صحّ من حديث: عبد الله بن عباس وقيس بن سعد

ويشهد لهما حديث: عبد الله بن عمرو، والله أعلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

والحمد لله ربّ العالمين

وكتب

أبو المنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي

ثغر الإسكندرية عصر السبت 19 / محرم / 1427 هـ

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - عز وجلec-2006, مساء 02:58]ـ

الأحاديث التي أخرجها البيهقي من طريق ابن أبي الدنيا ـ هناـ مما سقط من نسخة الظاهرية لكتاب " ذم الملاهي " (ق 152 / أ - ق 169 / أ)، والتي صدرت عن مكتبة ابن تيمية بتحقيق عمرو عبد المنعم، وتوجد بنسخة تركيا، يسر الله لها من يخرجها، وعلّي أضعها بين أيديكم قريبًا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015