سلسلة: تفسير القرآن الكريم لعموم المسلمين

ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:22]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أقدم لكم هذا التفسير - المتواضع - و الذي هو عبارة عن تفسير سهل ميسر جمعته و رتبته من أربعة تفاسير– تفسير السعدي , أيسر التفاسير للجزائري , اختصار تفسير ابن كثير لأحمد شاكر , و محاسن التأويل للقاسمي – لعلّه أن يكون مرجعا مفيدا لكل المسلمين وطلبة العلم المبتدئين

فاللهم إنك أنت المعين

و إن شاء الله تعالى سنبدأ من سورة الناس

ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:23]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/114/1/1.png

تفسير سورة الناس

سورة الناس مدنية عدد آياتها ستة

(قل أعوذ بربّ الناس) أي ألجأ إليه و أستعين به , و " رب الناس " الذي يربيهم بقدرته و مشيئته و تدبيره , و هو رب العالمين كلهم و الخالق للجميع.

(ملك الناس) أي الذي ينفذ فيهم أمره و حكمه و قضاؤه و مشيئته دون غيره.

(إله الناس) أي معبودهم الحق و ملاذهم إذا ضاق بهم الأمر , دون كل شيء سواه , و الإله المعبود الذي هو المقصود بالإرادات و الأعمال كلها.

(من شر الوسواس الخناس)

" من شر الوسواس " الذي هو الشيطان الموسوس في صدور الناس و ذلك بصوت خفي لا يسمع فيلقي الشبه في القلب , و المخاوف و الظنون السيئة و يزين القبيح و يقبح الحسن و ذلك متى غفل المرء عن ذكر الله تعالى.

" الخناس " هذا وصف للشيطان من الجن فإنه إذا ذكر العبد ربه خنس أي استتر و كأنه غاب و لم يغب فإذا غفل العبد عن ذكر الله عاد للوسوسة , لأنه لا يوسوس إلا مع الغفلة.

قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله " الوسواس الخنّاس " , قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم , فإذا سها و غفل وسوس , فإذا ذكر الله خنس , و كذا قال مجاهد و قتادة.

و قال المعتمر بن سليمان عن أبيه: ذُكر لي أن الشيطان , أو: الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن و عند الفرح , فإذا ذكر الله خنس.

و قال العوفي عن ابن عباس في قوله " الوسواس " قال: هو الشيطان يأمر , فإذا أطيع خنس.

(الذي يوسوس في صدور النّاس) هل يختص هذا ببني آدم - كما هو ظاهر - أو يعم بني آدم و الجن؟ فيه قولان , و يكونون - أي الجن - قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا. قال ابن جرير: و قد استعمل فيهم " رجال من الجن " فلابدع في إطلاق الناس عليهم.

(من الجنّة و الناس) هل هو تفصيل لقوله " الذي يوسوس في صدور الناس " ثم بينهم فقال " من الجنّة و الناس " و هذا يقوي القول الثاني , و قيل قوله " من الجنة و الناس " تفسير للذي يُوسوس في صدور الناس , من شياطين الإنس و الجن , كما قال تعالى " و كذلك جعلنا لكل نبي عدوّا شياطين الإنس و الجن يُوحي بعضهم إلى بعض زُخرف القول غرورا " , فالموسوس للإنسان كما يكون من الجن يكون من الناس , و الإنسان يوسوس بمعنى يعمل عمل الشيطان في تزيين الشر و تحسين القبيح و إلقاء الشبه في النفس , و إثارة الهواجس و الخواطر بالكلمات الفاسدة و العبارة المضللة حتى إن ضرر الإنسان على الإنسان أكبر من ضرر الشيطان على الإنسان , إذ الشيطان من الجن يطرد بالإستعاذة و شيطان الإنس لا يطرد بها و إنما يصانع و يُدارى للتخلص منه.

ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:23]ـ

لطيفة:

قال ابن تيمية: الفرق بين الإلهام المحمود و بين الوسوسة المذمومة هو الكتاب و السنة , فإن كان مما ألقي في النفس مما دل الكتاب و السنة على أنه تقوى الله , فهو من الإلهام المحمود , و إن كان مما دلّ على أنه فجور , فهو من الوسواس المذموم , و هذا الفرق مطرد لا ينقض.

و قد ذكر أبو حزم في الفرق بين وسوسة النفس و الشيطان , فقال: ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه , و ما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه.

تنبيه:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015