وهذا الحديث ضعيفٌ، لأنَّ في سنده سعيد بن معروف، قال عنه الأزدي: (لا تقوم به حجة) كما الميزان.
وفي سنده أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد الرياحي، وهو ضعيفٌ جداً، قال عنه ابن عدي: (ضعيف، حدثنا بأشياء منكرة، ويسرق الحديث، ولم يكن من أهل الحديث).
وبقي شاهدان يطول الكلام عليهما، وسأوردهما في مشاركة قادمة بمشيئة الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 12:30]ـ
من الشواهد المذكورة لحديث صلاة الحاجة:
حديثُ يوسف بن عبدالله بن سلام قال: صحبتُ أبا الدرداء أتعلمُ منه، فذكر قصةً، ثم ذكر أنَّ أبا الدرداء حدَّثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من توضَّأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلى ركعتين يتمُّهما، أعطاه الله ما سأل معجَّلاً أو مؤخَّراً".أخرجه الإمام أحمد في مسنده (45/ 489 "27497") عن محمد بن بكر عن ميمون المرئي عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء.
ومحمد بن بكر البرساني ضعيف، وشيخه ميمون بن موسى المَرَئي صدوق.
فهذا الإسناد ضعيفٌ، لأجل البرساني.
وروى الإمام أحمد في مسنده (45/ 531 "27546") عن أحمد بن عبدالملك عن سهل بن أبي صدقة عن كثير الطُفَاوي عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: "من توضأ فأحسن وضوءَه ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً –شك سهلٌ– يُحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له".
وقد ذكر عبدالله بن الإمام أحمد عقب هذا الحديث أنَّ أحمدَ بن عبدالملك –شيخ الإمام أحمد– أخطأ؛ فقال:
(سهل بن أبي صدقة)
والصواب (صدقة بن أبي سهل) وذلك أنَّ جمعاً من الرواة ذكروه بهذا الاسم، ومنهم:
سعيد بن أبي الربيع (رواه عنه عبدالله بن الإمام أحمد 45/ 531 وعنه الطبراني في الدعاء رقم " 1848").
وخالد بن خداش (عند الطبراني في الدعاء برقم " 1848" وفي الأوسط 5022).
ومسلم بن إبراهيم (المصدر السابق).
والفضل بن الحسين (عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 83 " 2040").
وعبدالواحد الحداد (في المسند الكبير لأبي يعلى – المطالب العالية 4/ 350).
وهذا الإسناد لابأس به، فإنَّ مداره على (صدقة بن أبي سهل عن كثير الطفاوي) وقد ذكرهما ابن حبان في ثقاته.
ولكن ليس في هذا الحديث بهذا الإسناد دلالةٌ على صلاة الحاجة، وإنما فيه بيانُ فضل من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين أو أربعاً بخشوع وإقبال، وهذا أمرٌ قد ثبتت في فضله أحاديث.
وإنما الذي يدلُّ –في الجملة- على صلاة الحاجة؛ اللفظُ الأول للحديث، إلا أنَّ إسنادَه ضعيفٌ –كما سبق-.
ومن الشواهد أيضاً:
حديث عثمان بن حُنيف رضي الله عنه أنَّ رجلاً ضريرَ البصر أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادعُ الله أن يعافيني.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ؛ فهو خيرٌ لك". قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه؛ ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقْضَى لي، اللهم فشفِّعه في".وهذا الحديث مدارُه على أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري الخطمي، وقد اختُلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجهين:
الأول/رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حُنيف الحديث.
وهذا الوجه أخرجه الترمذي في جامعه (3578) والنسائي في الكبرى (10495) وفي عمل اليوم والليلة (659) وابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (1219) والحاكم في المستدرك (1/ 313و519) والإمام أحمد في المسند (28/ 478) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/ 359).
وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطبراني في الدعاء (2/ 1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 210)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 24) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495"2604"):
من طرق عن عثمان بن عمر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/ 480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/ 1959) عن روح بن عُبادة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 519) من طريق محمد بن جعفر.
ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.
¥