ـ[العلمي أمل]ــــــــ[27 - عز وجلec-2010, مساء 02:33]ـ
نماذج من تدبر الرسول القرآن
وشدة وقع بعض الآيات والسور عليه صلى الله عليه وسلم
أود هنا عرض بعض الأمثلة لتدبر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وتأثره به وتأثير بعض الآيات والسور عليه - على الخصوص – فشيبته عليه الصلاة والسلام سورة هود وأخواتها (هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) كما ورد في الحديث، ومن الآيات ما أبكت الرسول الحبيب وذرفت لها عيناه صلى الله عليه وسلم من خشية الله. من ذلك:
- الآيتان 41 - 42 من سورة النساء
- الآية 118 من سورة المائدة
- الآيات 190 - 194 من سورة آل عمران
- الآيات 67 - 71 من سورة الأنفال
- هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
لنستعرض تلك الآيات مع شرحها فيما يلي تِباعاً إن شاء الله.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - عز وجلec-2010, مساء 12:54]ـ
· المثال الأول: الآيتان 41 - 42 من سورة النساء
قال تعالى:?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) ? النساء: 41 – 42
في «صحيح البخاري»: أنّ عبد الله بن مسعودقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقرأ علي " فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:" نعم إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً ? فقال: " حسبك الآن " فإذا عيناه تذرفان، ورواه هو ومسلم أيضاً من حديث الأعمش به، وقد روي من طرق متعددة عن ابن مسعود، فهو مقطوع به عنه. ورواه أحمد من طريق أبي حيان وأبي رزين عنه.
* من تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ): ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً? يعني بذلك جلّ ثناؤه: إن الله لا يظلم عباده مثقال ذرّة، فكيف بهم ? إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? يعني: بمن يشهد عليها بأعمالها، وتصديقها رسلها، أو تكذيبها، ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? يقول: وَجِئْنَا بك يا محمد على هؤلاء: أي على أمتك شهيداً، يقول: شاهداً. كما: حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدّي: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? قال: إن النبيين يأتون يوم القيامة، منهم من أسلم معه من قومه الواحد والاثنان والعشرة وأقلّ وأكثر من ذلك، حتى يؤتى بقوم لوط صلى الله عليه وسلم لم يؤمن معه إلا ابنتاه، فيقال لهم: هل بلغتم ما أرسلتم به؟ فيقولون: نعم، فيقال: من يشهد؟ فيقولون: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال لهم: أتشهدون أن الرسل أوْدَعوا عندكم شهادة، فبم تشهدون؟ فيقولون: ربنا نشهد أنهم قد بلغوا كما شهدوا في الدنيا بالتبليغ! فيقال: من يشهد على ذلك؟ فيقولون: محمد صلى الله عليه وسلم. فيدعى محمد عليه الصلاة والسلام، فيشهد أن أمته قد صدقوا، وأن الرسل قد بلَّغوا. فذلك قوله: ? وَكَذ?لِكَ جَعَلْنَـ?كُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ?لنَّاسِ وَيَكُونَ ?لرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج: قوله: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? قال: رسولها، فيشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم؛ ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسن، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، في قوله: ? وَشَـ?هِدٍ وَمَشْهُودٍ ? قال: الشاهد محمد، والمشهود: يوم الجمعة. فذلك قوله: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً
¥