ـ[أمل*]ــــــــ[26 - عز وجلec-2010, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم
أود ان أعرف -بارك الله فيكم - كيف كانت العرضة الاخيرة للقرآن، وعلى أي حرف نزلت؟
فالمعروف ان القرآن نزل على سبعة أحرف للتسير على الناس ولإختلاف لهجاتهم آنذاك
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2010, صباحاً 04:13]ـ
نزل القرآن كما تقولين على سبعة أحرف، والقرآن كما تعلمين كلامُ الله -عزّ وجلّ- جبريلُ كانَ يقرأه على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأ عليه كلام الله الّذي نزل على سبعة أحرف، وصارَ الرّسول -صلّوا عليه- يستمع لجبريل ويحرّك لسانه به من أجل أنْ يحفظه؛ فأمره سبحانه وتعالى بألا يُحرّك بالقرآن لسانه قبل فراغ جبريل منه {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} القيامة16، لذا قال رسولنا العظيم: على أي حرف قرأتم فقد أصبتم فلا تتماروا فيه فإن المراء فيه كفر"، في المرحلة الثّانية: صارَ الرّسول يستعرض لجبريل ما أقرأه إيّاه في رمضان في كلِّ عامٍ مرّة واحدةً، طبعا كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقرأ القرآن على استمرارٍ للصّحابة -رضيَ الله عنهم- فيحفظون منه، يحفظُ كلُّ واحدٍ منه ما سمع، فأحيانا يقرأ بحرف ما فيحفظ الصّحابي منه هذا الحرف، وأحيانا يقرأ بحرف آخر من السّبعة أحرف ويكون هذا الصّحابي الأوّل غائبا فيحفظ صحابي آخر القراءة بهذا الحرف، فصار كلُّ صحابيٍّ يعلم شيئا من الحروف السّبعة، حتى إذا كان رمضان الأخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل به مرتين سورة سورة وآية آية، وهذا ما يسمُّى بالعرضة الأخيرة، ثمّ انتقلَ الرّسول العظيم -صلوات الله وسلامه عليه- إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى.
فكان عهد الخليفة أبي بكر الصّديق، في هذه السنة وهي الأولى من خلافة أبي بكر ماتت فاطمة رضي الله عنها، وهي بنت تسع وعشرين سنة. وفيها أمر أبو بكر زيد بن ثابت بجمع القرآن لما رأى كثرة من قتل من القراء يوم اليمامة. وهكذا جمع القرآن بحروفه السّبعة في الصّحف عند أبي بكر الصّديق، وبعد ذلكَ انتقل الصّديق إلى جوار نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت هذه الصّحف عند عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- حتّى توفاه الله، وأخيرا استقرّت هذه الصّحف عند ابنته حفصة -رضي الله عنها-
وكان عهد عثمان -رضي الله عنه- وفيه اتّسعت الدّولة الإسلاميّة، وصارت معالم الجّهات تتّضح، العراقيّون يقرأون القرآن بالحروف المنتشرة عندهم، والشّاميّون يقرأون القرآن بالحروف المنتشرة عندهم، فصار بعض النّاس من أهل العراق يظنُّ أنّ قراءة الشّاميين للقرآن غلط في بعض الآيات، وكذلكَ صار بعض النّاس من أهل الشّام يظنُّ أنّ قراءة العراقيين للقرآن غلط في بعض الآيات، مع أنّ القومين كليهما على صوابٍ في القراءة؛ لأنّه بطبيعة الحال يقرآن بحرفين مختلفين ثابتين عن الرّسول العظيم -ص- هذا الاختلاف -غير المقصود- كان يؤدّي أحيانا إلى النّزاع، فتدخّل الخليفة عثمان -رضيَ الله عنه- ليحلَّ المشكلة ويقطع أسباب الفرقة لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ... } آل عمران103، ولأنّه يعلم قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "فإن المراء فيه كفر".
فماذا عمل؟
حمل النّاس على القراءة بحرف واحد من الأحرف السّبعة؛ حرف واحد يقرأون به دون ما عداه من الأحرف الستة الأخرى.
وهنا يجب أنْ نعلم أنّ القراءة بالأحرف السّبعة كلّها غير واجب، فتكفي القراءة بحرف واحد، قال تعالى: "فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ... " المزمل20 فهذه الأحرف جاءت بالأصل للتّسهيل على النّاس، فلمّا انلقلب الأمر بحيث أنّه نشأ نزاع بين بعض المسلمين أدّى ببعضهم إلى المراء في القرآن، والفرقة في البين، فيكفي حينئذ أنْ يقرأوا بحرف واحد كما رأى الخليفة عثمان.
لكن؛ ما الحرف الّذي اختاره من بينها ووافقه الصّحابة على ذلك الاختيار؟
الجواب: فندب عثمان من ندبه أبو بكر وعمر وكان زيد بن ثابت قد حفظ العرضة الأخيرة كاملة فكان اختيار تلك أحب إلى الصحابة فإن جبريل عارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في العام الذي قبض فيه مرتين.
¥