ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:50]ـ

ثالثا-الكفاف في الطعام والمتاع والتقلل منه بما يقيم الصلب ..

واستمع إلى موسى عليه السلام وهو يقول"آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا"فجاع في سبيل العلم .. وعند هذا الموطن خاصة أي لما بلغ به النصب في طلب بغيته العلمية حد الجوع .. اهتدى إلى الأمارة التي أوصلته للخضر .. فتأمل! .. وكما عند مسلم عن يحيى بن أبي كثير مقطوعا: لا يستطاع العلم براحة البدن

وليس معنى هذا أن يحرم الإنسان نفسه الطعام"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" .. ولكن يتقلل من المتاع .. ولا يملأ بطنه .. ولايسد شهوته بكل ما اشتهى .. بل يعيش كفافا ما أمكن ..

ولما رأى الإمام الشافعي .. الإمام محمد بن الحسن الشيباني (أحد كبار تلامذة أبي حنيفة) .. قال له: ما رأيت سمينا عقل قط غيرك .. وصدق من قال: البطنة تذهب الفطنة

يتبع إن شاء الله تعالى

ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ

ما شاء الله، تبارك الله.

أسأل الله أن يجزيك خيراً أبا القاسم.

أخي الكريم / حقوق الطبع محفوظة أم مهدرة؟ (ابتسامة).

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:26]ـ

أخي الكريم / حقوق الطبع محفوظة أم مهدرة؟ (ابتسامة)

بل هي مهدرة ومشاعة (وحرّة لوجه الله تعالى!)

وشكر الله لك دعاءك الكريم أيها الفاضل الحبيب

--------------

رابعا-التواضع .. وهو من أعظم الشروط وأبرز معالم طالب العلم الحقيقي الذي طلب العلم ابتغاء مرضاة الله .. ونفع الأمة,,وإعزازها ..

فتأمل كيف قال موسى عليه السلام وهو كليم الله تعالى وذو المقام الرفيع ومن أولي العزم"هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا"

1 - فأتاه بصيغة السؤال .. لا بصيغة الجزم .. وفي هذا من التواضع والأدب ما لايخفى .. فلم يقل له: أريد أن تعلمني .. ولكن تلطف تواضعا فقال: هل .. وعلاقة الأدب بالتواضع .. من علاقة الصفة بلازمها .. وهي كعلاقة الرجولة بالشجاعة .. أو الشهامة بالكرم

2 - ثم قال "أتبعك" .. فهو تابع .. ومن يأنف اتباع أهل العلم الراسخين .. فاته المقصود .. حتى لو كانوا أصغر منه سنا .. وقديما قال السلف: اثنان لا يتعلمان المستحي والمتكبر

3 - وأيضا قوله"تعلمن" .. ولم يقل تذاكرني .. أو تدارسني .. أو تبادلني النقاش العلمي ... كأنه ند له وصاحب .. (مع كونه أفضل منه قطعا!) .. ولكن نسب العلم إليه

4 - ثم قال"من ما علمت رشدا" .. أي أريد بعض ما عندك فحسب .. لا كل ما لديك من علم

ولاشك أن من تكبر من العلماء ففيه شبه من إبليس .. الذي غره علمه .. فاستحق اللعنة

وفيه شبه باليهود .. الذين استحقوا غضب الله ولعنته

5 - ثم عبّر بصيغة مالم يسم فاعله .. "عُلّمتَ" .. ولم يقل "مما تعلم" .. تنبيها على التواضع لله أيضا .. كأنه تنبيه أنّ الذي علمك يا خضر .. هو من يعود له الفضل ابتداء في تعليمي أيضا إذا علّمتني ..

فتدبر كيف اختزلت جملته القصيرة .. كل إشارات التواضع لله والذلة على أخيه .. كما قال تعالى في صفة الأبدال"أذلة على المؤمنين " .. فما ظنك بطلبة العلم منهم .. كيف ينبغي أن يكون؟

تنبيه: علّمت عليها باللون المميز تأكيدا على أهمية هذه الخصلة .. لأن مداخل الشيطان على طالب العلم تكاد تتمحور حول العجب .. والفرح بما عنده من العلم ومديح الناس له

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:39]ـ

خامسا-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وهي من زكاة العلم الواجبة

والنصاب فيها مبلغ كل واحد من العلم .. فيما يعرف وينكر .. بشرط إعمال الحكمة

وقد اشتملت القصة على إنكار موسى على الخضر في ثلاثة مواقف ..

فكان أول ما أنكر عليه"أخرقتها لتغرق أهلها"؟

ولم يحتمل أن يرى ما يظنه منكرا دون السكوت عليه .. حتى مع من له فضل عليه

وفي هذا أدب الشفافية والصدق والعدل .. وعدم التعصب للمشايخ .. بنفي أي خطأ عنهم .. وإنزالهم منزلة المعصومين بلسان الحال

بل نصحهم وتبيين خطئهم بأدب الإسلام ..

والعالم الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر .. عالم سوء .. بحسب انتفاء ذلك عنه

وقد وصف الله خسة كثير من علماء بني إسرائيل واستحقاقهم اللعنة على لسان داود وعيسى بن مريم أنهم "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:41]ـ

سادسا-التضحية .. فتهون على الإنسان نفسه في سبيل طلب العلم ..

وذلك جلي في فعل موسى حيث ركب السفينة وهي مخروقة .. وخاطر بحياته .. وأرخصها في سبيل العلم الشرعي المفضي إلى مرضاة الله عز وجل

وقد ارتحل جابر

بن عبد الله رضي الله عنه من البصرة للمدينة .. في طلب حديث واحد!

وعبد الله بن أنيس .. رضي الله عنه كذلك

من المدينة إلى الشام .. في طلب حديث واحد

ويدل عليه أيضا مجاهدة موسى في الوصول للخضر وفرحه بظهور الآية فقال "ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا" .. وقطعه المفاوز الطوال دونما يأس

يتبع .. إن شاء الله تعالى

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 07:02]ـ

سابعا-معصية الشيطان .. الذي يوحي بالأهواء

فإن تسلطه على المرء سبب للنسيان وانعدام البركة في العلم

ولذك عزا فتى موسى النسيان إليه .. فقال"وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره"

ومن أعظم ما يعين على طرده وكبح وساوسه ذكر الله تعالى

ففي مسند أحمد بسند صحيح"أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه"

ومن أشهر ما قيل في ذلك .. قول الإمام الشافعي:-

شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور .. ونور الله لا يؤتى لعاص

ووكيع بن الجراح .. من أكابر أهل العلم .. وفي طبقة شيوخ الشافعي

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015