اصحاب الجنة في سورة البقرة -3 بقلم فالح الحجية

ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - عز وجلec-2010, صباحاً 06:31]ـ

بسم الله الرحمن لرحيم

((ياأيها الذين أمنو استعينوا بالصبر والصلاة.ان الله مع الصابرين.* ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لاتشعرون.* ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين.* الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون.* اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.*))

سورة البقرة آية 153 ــ 157

الحمد لله \

النفس الانسانية منها المؤمنة ومنها الكافرة والمؤمن من قهرها

وكبح جماحها. وقد انزل الله تعالى العلاج الشافي لهذه النفس في قهرها ورضوخها للعمل الصالح. فألهم الله المؤمنين واستدلهم على ذلك بالاستعانه بالصبر والصلاة في زجرها عن المعاصي كلها. وقد قدم الصبر على الصلاة

لان الصبر يكبح جماح النفس ويصدعها عما تروم. والصلاة تنهاها عن عمل كل منكر وسؤ. وفيها يناجي العبد ربه مرات ومرات ويدعوه فيها خوفا وخشية منه وطمعا في عفوه وغفرانه. لان الله تعالى يهيء للانسان الصابر كل السبل في الخير فأنه مع الصابرين.

والصبر في الجهاد حتى القتل او الموت صورة جديدة اخرى أوجبها الله

تعالى على المؤمنين ثم رفعها الى اعلى المراتب وجعل النفس المقتولة بحكم الحية فالمرء الذي يقتل في الحرب في سبيل الله ونصرة الحق فليست في عداد الميتين عند الله بل أنهم أحياءعند ربهم يرزقون. دائمة حياتهم نقلوا من دار الدنيا الى دار الاخرة فهم أحياء فيها خالدون ابد الدهر. ولكن الانسان لايشعر بذلك لقصور في تكوينه وحدود عقليته. فهم من اصحاب الجنة. والموت او القتل في سبيل الله صورة اخرى من صور الصبر. فتتجلى في النفس الانسانية حين تهب الروح ذاتها للعلي القدير وتقتل في سبيل نصرة الحق وما شرعه الله تعالى. ثم ذكر الله تعالى للمؤمنين صورا اخرى من الصبر هي أشبه بالامتحان لعباده ودرس من دروس الصبر الموجب الالتزام به وهذه الامور هي ابتلاء النفوس المؤمنة بالخوف وأحواله الكثيرة والجوع ونقص الاموال بنزعها ممن يشاء. ونقص في الانفس بالموت ونقص في الثمرات بالجدب وما هذه الا صورا من الصبر لتمحيص الصابرين من الذين لايصبرون ممن هم سريعوا الجزع ثم تختم الايه الشريفة بالبشرى للذين صبروا بقوله تعالى وبشر الصابرين. والخطاب فيها موجه الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فالفاعل محذوف تقديره انت مقصود به النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه والصابرين مفعول به ثم يتبع ذلك كله بوصف كامل عظيم لهؤلاء الصابرين الذين يرجعون كل شئ الى الله تعالى. وهم الذين اذا أصابتهم مصيبة أي مصيبة بما فيها مصيبة الموت أو القتل او الخوف او الجوع او ذهاب الاموال وقلة الانفس بالموت او نقص الثمرات .. او غيرها .. يكتمون الامر في نفوسهم وقلوبهم ويرجعون ذلك الى الله تعالى بقولهم- انا لله وانا اليه راجعون. وبهذا القول تستبين عبوديتهم لله. فهم وما يملكون اليه وأمورهم موكوله اليه فهم اليه راجعون .. عند ذلك ينزل الله عليهم رحمته ويعضهم ان عليهم صلوات من الله ويدخلهم في رحمته كونهم ممن هد اهم ورضي عنهم فادخلهم رضوانه

فهم أصحاب الجنة.

**************************

طور بواسطة نورين ميديا © 2015