له مطعم بن عدي: يا أبا الحكم والله ما رأيت أحداً أصدق لساناً، ولا أصدق موعداً من أخيكم الذي طردتم، وإذ فعلتم الذي فعلتم، فكونوا أكف الناس عنه، قال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشد ما كنتم عليه، إن ابني قيلة إن ظفروا بكم، لم يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة، وإن أطعتموني، ألجأتموهم حير كنانة، أو تخرجوا محمداً من بين ظهرانيهم، فيكون وحيداً مطروداً، وأما ابنا قيلة، فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء، وسأكفيكم حدهم، وقال:

سَأَمْنَحُ جانِباً مِنِّي غَليظاً

على ما كانَ منْ قُرْبٍ وبُعْدِ

رِجالُ الخَزْرَجِيَّةِ أَهْلُ ذُلَ

إذا ما كانَ هزلٌ بُعْدَ جِدِّ

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون، إني رحمة بعثني الله ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب " وقال أحمد بن صالح: أرجو أن يكون الحديث صحيحاً. وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثني عمرو بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة إلى سلمان، فقال سلمان: يا حذيفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول، ويرضى فيقول، لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: " أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي، أو لعنته لعنة، فإنما أنا رجل من ولد آدم، أغضب كما تغضبون، إنما بعثني الله رحمة للعالمين، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة " ورواه أبو داود عن أحمد بن يونس عن زائدة. فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير: حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا إسحاق الأزرق عن المسعودي عن رجل يقال له سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ?لَمِينَ} قال: من آمن بالله واليوم الآخر، كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله، عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف، وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث المسعودي عن أبي سعد، وهو سعيد بن المرزبان البقال، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره بنحوه، والله أعلم، وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن عبدان بن أحمد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: {وَمَآ أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ?لَمِينَ} قال: من تبعه، كان له رحمة في الدينا والآخرة، ومن لم يتبعه، عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.

ـ[العلمي أمل]ــــــــ[25 - عز وجلec-2010, مساء 02:16]ـ

من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا

من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين

1. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} الإسراء/ 82.

في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد: إنه شفاء ورحمة للمؤمنين، أي: يذهب ما في القلب من أمراض؛ من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله، وهو أيضاً رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة، وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك، فلا يزيد سماعه القرآن إلا بعداً وكفراً، والآفة من الكافر، لا من القرآن؛ كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44]، وقال تعالى: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـ?ذِهِ إِيمَـ?ناً فَأَمَّا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـ?ناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى?

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015