- القرآن هدىً وموعظة للمتقين ورحمة للمحسنين

- القرآن ذكر وتذكرة

- القرآن نور مبين

- القرآن بشير و نذير

- القرآن بصائر

- القرآن فيه بلاغ لقوم عابدين

- من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا

ـ[العلمي أمل]ــــــــ[22 - عز وجلec-2010, مساء 05:37]ـ

القرآن هدى وموعظة للمتقين ورحمة للمحسنين

في المجموعة التالية من الآيات نستعرض بالشرح لصفات ثلاث للقرآن الكريم: القرآن الهدى، والموعظة والرحمة ...

1 - الهدى: قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/ 2.

في تفسير ابن كثير: قال ابن جريج: قال ابن عباس: ذلك الكتاب، أي: هذا الكتاب. وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم وابن جريج أن ذلك بمعنى هذا، والعرب تعارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة، فيستعملون كلاً منهما مكان الآخر، وهذا معروف في كلامهم، وقد حكاه البخاري عن معمر بن المثنى عن أبي عبيدة. وقال الزمخشري: ذلك إشارة إلى {ال?م?} [البقرة: 1] كما قال تعالى: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذ?لِكَ} [البقرة: 68] وقال تعالى: {ذَلِكُمْ حُكْمُ ?للَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} [الممتحنة: 10] وقال: {ذ?لِكُمُ ?للَّهُ} [يونس: 3] وأمثال ذلك مما أشير به إلى ما تقدم ذكره، والله أعلم. وقد ذهب بعض المفسرين فيما حكاه القرطبي وغيره أن ذلك إشارة إلى القرآن الذي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بإنزاله عليه، أو التوراة، أو الإنجيل، أو نحو ذلك، في أقوال عشرة. وقد ضعف هذا المذهب كثيرون والله أعلم. والكتاب: القرآن. ومن قال: إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل كما حكاه ابن جرير وغيره، فقد أبعد النجعة، وأغرق في النزع، وتكلف ما لا علم له به. والريب: الشك. قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم {لاَ رَيْبَ فِيهِ}: لا شك فيه. وقال أبو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك ونافع مولى ابن عمر وعطاء وأبو العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والسدي وقتادة وإسماعيل بن أبي خالد. وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذه خلافاً. وقد يستعمل الريب في التهمة، قال جميل:

بُثَيْنَةُ قالَتْ يا جميلُ أَرَبْتَنِي

فقلْتُ كِلانا يا بُثَيْنَ مُرِيبُ

واستعمل أيضاً في الحاجة كما قال بعضهم:

قَضَيْنا مِنْ تِهامَةَ كُلَّ رَيْبٍ

وخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمعْنا السُّيوفا

ومعنى الكلام هنا أن هذا الكتاب هو القرآن لا شك فيه أنه نزل من عند الله؛ كما قال تعالى في السجدة [1 - 2]: {ال?ـم? تَنزِيلُ ?لْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ?لْعَالَمِينَ} وقال بعضهم هذا خبر ومعناه النهي أي لا ترتابوا فيه. ومن القراء من يقف على قوله تعالى: {لاَ رَيْبَ} ويبتدىء بقوله تعالى: {فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} والوقف على قوله تعالى: {لاَ رَيْبَ فِيهِ} أولى للآية التي ذكرناها ولأنه يصير قوله تعالى: {هُدىً} صفة للقرآن وذلك أبلغ من كونه فيه هدى. وهدى يحتمل من حيث العربية أن يكون مرفوعاً على النعت ومنصوباً على الحال وخصت الهداية للمتقين كما قال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44] {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّـ?لِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن؛ لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأبرار؛ كما قال تعالى: {ي?َأَيُّهَا ?لنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مَّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ?لصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57] وقد قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} يعني: نوراً للمتقين. وقال أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: هدى للمتقين، قال: هم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015