ـ[مبتدئة]ــــــــ[18 - عز وجلec-2010, مساء 12:05]ـ
في سورة البقرة، قال تعالى:
(يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم)
وقال سبحانه:
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين
وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء
وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)
1 / لماذا حصر الإنفاق في الآية الأولى في: (الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل)، بينما زيد في الآية الأخرى: (والسائلين وفي الرقاب)؟
2 / ولماذا ذكر الوالدين في الآية الأولى فقط؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[18 - عز وجلec-2010, مساء 12:25]ـ
كل هذا - أختي - من باب الزيادة على النص، و لا يشترط أن يذكر جميع المسائل المتعلقة بالحكم في موضع واحد من آية أو حديث، فمرة يذكر شرطا للحكم و مرة يذكر له شرطين أو مانعا أو سببا أو بعض مستحباته أو مكروهاته و هكذا.
فأنت تجدين - مثلا - أن الصلاة ذكر شرط صحتها الوضوء في آية المائدة (الآية: 6) و لم يذكر في نفس الآية شرط استقبال القبلة، و لكنه ذكره في آية البقرة، و لم يذكر في هاتين الآيتين وقوت الصلاة و لكنها مذكورة في آية الإسراء و جملة من الأحاديث.
و هكذا سائر الشرائع لم تذكر أحكامها في نص قرآني أو حديثي واحد، فالواجب هو الأخذ بالزيادة في النص الآخر حتى تلتئم النصوص و بهذا لا نستشكل مجيء حكم في آية و سقوطه في آية أخرى متعلقة بنفس الحكم، و على هذا الأساس قام الأئمة بتصنيف الكتب الحديثية في جمع أحاديث الأحكام حتى إذا قرأتِ بابا من أبواب الفقه اتضح لديك جميع ما يتعلق به من أحكام شرعية: تكليفية و وضعية.
و الله أعلم.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[19 - عز وجلec-2010, صباحاً 10:46]ـ
شكرا لك أخانا الفاضل على التوضيح وجزاك الله كل خير ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - عز وجلec-2010, مساء 12:26]ـ
ولكن لا يمنع ما ذكره الاخ الطيب - من أن الاصناف التي ابتدأ الله بها في الحديث عن الانفاق هي أولى الاصناف بالانفاق، لذا لا تكاد تختلف في آيات الانفاق كلها في ذلك على ترتيب: ذوي القربى - اليتامى - المساكين،
ولا يشكل عدم ذكر الوالدين في آية ليس البر لأنهما داخلين في ذوي القربى والله أعلم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[19 - عز وجلec-2010, مساء 12:51]ـ
ولكن لا يمنع ما ذكره الاخ الطيب - من أن الاصناف التي ابتدأ الله بها في الحديث عن الانفاق هي أولى الاصناف بالانفاق، لذا لا تكاد تختلف في آيات الانفاق كلها في ذلك على ترتيب: ذوي القربى - اليتامى - المساكين،
ولا يشكل عدم ذكر الوالدين في آية ليس البر لأنهما داخلين في ذوي القربى والله أعلم.
بوركتم أخي شريف،
و ما ذكرتَه من أن ما ابتدأ الله به من الأصناف هو الأولى بالإنفاق عليه صحيح جدا، و إنما اختلفوا في دليله؟
هل هو إفادة الواو للترتيب لغةً؟
أم أن الله لا يبتدئ في الذكر إلا بالأولى و يستحيل أن يبتدئ بالمفضول و يؤخر الفاضل؟
أم أن الدليل هو الخبر الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حديث الحج الطويل حين ارتقى النبي (ص) على الصفا و قال:" ابدأوا بما بدأ الله به" و هذا لفظ النسائي في سننه و غيره، و لفظ مسلم في صحيحه:" أبدأ بما بدأ الله به" بصورة المتكلم، و هو ما يفيد الاستحباب لأنه حكاية فعل، فإذًا لا يوجب الترتيب، و أما لفظ النسائي فهو أمر فيحمل على الوجوب - إذْ لا صارفَ عنه إلى غيره - هذا من جهةٍ،
و من جهة أخرى فإن لفظة:" ما بدأ الله به " محمولة على عموم ما بدأ الله به في الذكر، لأن "ما" اسم موصول مفيد للعموم إلا لقرينة أو دليل مخصص، فإذا أخذنا برواية النسائي و مشينا على قاعدتي الوجوب و العموم - كما سبق - فإن النتيجة الحتمية هو ما ذكرتموه من أن الأصناف التي ابتدأ الله بها هي الأولى بالإنفاق عليها.
و هذا كما ترى: ترتيب شرعي، لأن إفادة الواو للترتيب مذهب ضعيف مخالف للمأثور عن العرب في كلامهم.
و مخالف للقرآن أيضا.
فعلى هذا لا يكون الترتيب لغويا.
و أما استحالة أن يبدأ الله بالمفضول و يؤخر الفاضل، فخطأٌ، لأن الله يفعل ما يشاء، و الوقوع ناقض لهذا الدليل، و منه قوله تعالى:" رب هارون و موسى " فلا يدل على أن هارون - عليه السلام - أفضل من موسى - عليه السلام -.
و الله الموفق.