ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 09:44]ـ

وقد ورد الذكر في القرآن بمعنى القرآن، فلا معنى للتشكيك في ذلك اعتمادا على بعض الآيات دون بعض.

{وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر}، {إنا نحن نزلنا الذكر}، {لما سمعوا الذكر}

هذا بخلاف الآيات المذكورة، وحتى إن كان هناك خلاف في تفسير الكلمة، فالخلاف معتبر.

ـ[أبو حيدرة العراقي]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 10:49]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على خير المرسلين وعلى اله وصحابته أجمعين سنكمل سلسلتنا كما وعدت في الحلقة الاولى ثم ا أقول أن مقتضى هذه الحلقات المتواضعة من علمي القاصر ليس هدفها الطعن في النحويين والعياذ بالله بل أماطة اللثام عن الاغلاطَ التي وقع فيها هؤلاء لتظهر للاخوة حفظهم الله وهذا رداّ على ألاخ العزيز أبو مالك العوضي ((شواهد اختلفوا فيها))

المورد الأول

في مسألة (هل تجوز إضافة الشيء إلى نفسه؟)

وهنا سنناقش الشواهد على موضوع (هل يجوز إضافة الشيء إلى نفسه؟)، وهي المسألة الـ (61) من مسائل الخلاف في كتاب الإنصاف للأنباري. وجوهرها يكمن في السؤال التالي: (هل تجوز إضافة الاسم إلى اسم يوافقه في المعنى؟).

ومن الواضح أنَّ هذه المسألة خاصّةٌ بمشكلة المترادفات التي هي أهم مشكلةٍ عالجها هذا المنهج، حيث أنكر ولأولِّ مرّةٍ في التاريخ اللغوي وجودَ المترادفات أصلاً. ويكشف لك هذا المنهج فيما يلي عن بطلان موضوع هذه المسألة.

قال الأنباري: (ذهب الكوفيون إلى أنَّه يجوز إضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان وذهب البصريون إلى أنَّه لا يجوز).

لاحظ أخي بدقَّةٍ أنَّ قضية أنَّ يكون للمعنى أكثر من لفظٍ هي قضيةٌ مفروغٌ منها عندهم والنقاش هو حول جواز إضافة لفظ المعنى إلى لفظه الآخر!

قال: (أمَّا الكوفيون فاحتجّوا بأن قالوا: لأَنَّه قد جاء ذلك في كتاب الله وكلام العرب كثيراً قال تعالى ((إنَّ هَذا لَهُو حَقُّ اليَقِين)) واليقين في المعنى نعتٌ للحقّ لأنَّ الأصل فيه (الحقُّ اليقين)، والنعت هو المنعوت في المعنى فأضاف المنعوت إلى النعت وهُما بمعنى واحد!. وقال تعالى ((وَلَدَارُ الآخرةِ خَيرٌ)) والآخرة نعتٌ للدار والأصل فيه (وللدار الآخرة)، كما في موضع آخر، (ولَلدَارُ الآخرَةُ)) فأضاف الدار إلى الآخرة. وكذلك قوله تعالى ((جَنّاتٍ وَحَبِّ الحَصيد)) والحَبُّ في المعنى هو الحصيد. وكذلك ?وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغَربِيّ ? والجانب هو الغربي في المعنى). انتهى نقلاً عن كتاب (الإنصاف ـ ج2 ـ م61 ـ 436).

نقول: لقد جعلوا المنعوت هو النعت في المعنى، وهو من أغرب الغرائب في النحو، إذ من المعلوم أنَّ النعت ما هو إلاَّ خاصيةٌ واحدةٌ من خصائص المنعوت، والمنعوتُ متغيّرٌ والنعتُ ثابتٌ، فلو قلت: (شجاع) أو (واسع) فهو نعت يوصف به أكثر من منعوت فكيف يكون هو المنعوت؟.

والمنعوتُ هو أيُّ شيءٍ من حي أو جماد، والنعتُ صفةٌ من الصفات المتعدِّدة للمنعوت، وإذن فالمنعوتُ واحدٌ والنعتُ متعدِّدٌ فكيف يكون هو؟.

دحض حجة بل سفسطة الكوفيين

لنلاحظ الآن تلك الموارد التي زعموا أنّها شواهد على مرادهم:

1. قوله تعالى: ((إنَّ هَذا لَهُو حَقُّ اليَقِين)) الواقعة 95، حيث زعموا أنَّ الحقّ واليقين واحدٌ في المعنى، فلذلك تجوز إضافة الشيء إلى نفسه.

لقد فاتهم أنَّ الحقّ هو شيءٌ معلومٌ إذا كان معرّفاً بأل التعريف، وتجريده من أل التعريف سيجعله كلفظٍ يصدق على أي جانبٍ من جوانب الحقّ، وسيظل هذا الجانب مجهولاً ما لم يعرّف: إمّا بأل التعريف أو بالإضافة، فأُضيفَ إلى اليقين المعرّف بأل التعريف والمعلوم ما بين السامع والمتكلّم.

الفرق بين الحقّ واليقين هو أنَّ الحقَّ قضيةٌ صحيحةٌ، واليقينَ هو معرفةُ تلك القضية ودرجة من درجات الاعتقاد والإيمان بها. أي أنَّ الحقَّ موضوعٌ واليقينَ هو درجةٌ من درجات معرفة الموضوع. وهو أمرٌ لا نظنُّ أنَّ طلاب المدارس يجهلونه فكيف أصبح (الحقُّ) و (اليقينُ) واحداً؟

فإضافةُ الحقِّ إلى اليقين ليس من قبيل إضافة الشيء إلى نفسه كما قالوا، بل أصبح المعنى أنَّ ظهورَ حقيقةِ ما كان يتحدّث عنه قد بلغ درجة اليقين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015