ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 10:26]ـ
فتح الله عليك يا أبا مالك فما ذكرته من أسباب عدم العناية بهذا العلم أصاب المحز، إلا أن قلة المؤلفات في أصول النحو أشبه بأن تكون نتيجة للسببين التاليين من أن تكون سببا أصيلا.
ومهما يكن من أمر فإننا اليوم بحاجة إلى تدارس مسائل هذا العلم لما لها من أثر في تربية مسالك النظر النحوي لدى الدارس من جهة، وتقريبه من فهم التراث النحوي نفسه وعدم المسارعة بالهجوم عليه اعتراضًا وتنقصًا من جهة أخرى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 11:11]ـ
نعم يا أخي الفاضل، نحن بحاجة إلى ذلك.
ولكن ينبغي أن لا يتكلم في هذا الباب إلا من كان أهلا له، وحال كثير من المعاصرين كما ترى.
فقد تجد من الحاصلين على درجة الدكتوراه من لا يحسن مبادئ النحو، بل تشعر أنه عنده عقدة منه منذ الصغر!!
وبسبب هذه العقدة صار يضع المؤلفات والبحوث في تقويض دعائم هذا العلم، ولا يشعر أنه قد يهدم الدين بهذه الأقوال.
فإن شئت أن نتدارس مسائله معا فحيهلا، على أن نلتنزم بما تفضلت بذكره من التأدب مع أهل العلم وعدم الهجوم على الاعتراض إلا بعد التأمل والتأني.
وقد كنت درست كتاب الاقتراح للسيوطي قديما، ودونت بعض ملاحظاتي عليه، ومنذ مدة طويلة وأنا أنوي إفرادها بموضوع (النكت الملاح على كتاب الاقتراح)، ولكن الوقت ضيق، والله المستعان.
ولكتاب الاقتراح مختصر جيد صنعه شيخنا الفاضل (عبد الله العتيق)، فيه زبدته.
وللاقتراح شرحان فيما رأيت: الأول لابن علان الصديقي وفيه أخطاء.
والثاني: للعلامة ابن الطيب الفاسي (فيض نشر الانشراح).
وأما ما نشره د. محمود فجال بعنوان (الإصباح في شرح الاقتراح) فليس شرحا في الحقيقة، بل هو إلى التحقيق أقرب.
وأنا أنوي جمع الأصول والقواعد التي ذكرها الشاطبي في المقاصد الشافية بعد أن أنتهي من قراءته إن شاء الله تعالى.
لعل هذا يكون فيه شيء من العوض عن كتابه المفقود، والله المستعان.
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استبشرت خير بهذا الموضوع الشائق وما فيه من فوائد، لكن لدي سؤال أبحث عليه منذ مدة وهو:
لماذا انحصر علم النحو في مدرستين:البصرية والكوفية، أين نحو الجزيرة؟ أين نحو الإمام مالك؟ أين نحو مصر؟
فقد كان هناك الكثير من النحويين في ذالك الوقت لماذا لم تكن لهم مدرسة كما للكوفيين والبصريين
بارك الله فيك أخي على الموضوع الرائع.
ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[01 - صلى الله عليه وسلمug-2008, صباحاً 02:24]ـ
ثانيًا: غاية علم أصول النحو
لابُدَّ أن يُمَهَّد لبيان غاية علم أصول النحو ببيان موقع هذا العلم بين العلوم العربية والشرعية، فإنَّ هذه العلوم بينها صلاتٌ ووشائج؛ لأنها تنبع كلها من منبع واحد هو القرآن الكريم، وتدور فى فلك واحد هو: الحفاظ على أدائه صحيحًا بوضع القوانين التى تعصم من الخطأ فى لغته، ومحاولةُ فهمه وفهم السنة الشارحة له والمبينة لأحكامه ومقاصده بالوسائل العلمية التى تمثلت فى علوم اللغة والصرف والنحو والبلاغة وأصول الفقه، وصولا إلى معرفة الأحكام الفقهية والأصول الاعتقادية فى الإسلام.
فالنحو ـ إذن ـ يقف على الحبل الواصل بين النصوص والمعانى المفهومة منها، ويعين فى الوقت نفسه على إحسان الأداء اللغوى قراءة وكتابة وحديثًا.
فإذا كان هذا موقع النحو فإنَّ "أصول النحو" يقع فى الطريق الموصلة إلى النحو؛ لأنَّ النحو إنما يبنى عليه، ويوضح هذا قول ابن الطيب: أصول النحو لقب مشعر بشرفه بابتناء النحو عليه ورجوع تفاريعه إليه. فالعلاقة بينهما علاقة الأصل بفرعه، وهى كعلاقة أصول الفقه بالفقه.
ومن ثَمَّ فإنَّ غاية علم أصول النحو تتحقق فى موقعين أحدهما قريب والآخر بعيد، فأمَّا البعيد فكلُّ ما يتحقق للنحو من فوائد يكون علم أصول النحو مُوَصِّلا إليه ومعينًا عليه، فإذا عرفنا أنَّ فائدة النحو تكمن فى «الوصول إلى التكلم بكلام العرب على الحقيقة صوابًا غير مبدل ولا مغير، وتقويم كتاب الله عزَّ وجلَّ الذى هو أصل الدين والدنيا والمعتمد، ومعرفة أخبار النبى b وإقامة معانيها على الحقيقة؛ لأنه لا تفهم معانيها على صحة إلا بتوفيتها حقوقها من الإعراب» على ما ذكر الزجاجي في الإيضاح، وهى فائدة ذات وجهين: أحدهما النطق بالكلام
¥