ـ[العلمي أمل]ــــــــ[12 - عز وجلec-2010, مساء 11:55]ـ

2) الاستجابة لتحريم الخمر وسرعة التنفيذ (سورة المائدة: 90 - 91):

قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91) ?المائدة: 90 – 91

في تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: ? رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ ? قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي: سخط من عمل الشيطان. وقال سعيد بن جبير: إثم. وقال زيد بن أسلم: أي: شر من عمل الشيطان ? فَ?جْتَنِبُوهُ ? الضمير عائد إلى الرجس، أي: اتركوه ? لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? وهذا ترغيب، ثم قال تعالى: ? إِنَّمَا يُرِيدُ ?لشَّيْطَـ?نُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ?لْعَدَاوَةَ وَ?لْبَغْضَآءَ فِى ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَعَنِ ?لصَّلَو?ةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ? وهذا تهديد وترهيب. ذكر الأحاديث الواردة في بيان تحريم الخمر قال الإمام أحمد: حدثنا شريح، حدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فأنزل الله:?يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَـ?فِعُ لِلنَّاسِ?] البقرة: 209] إلى آخر الآية. فقال الناس: ما حرما علينا، إنما قال:?فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَـ?فِعُ لِلنَّاسِ?] البقرة:219 [، وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوماً من الأيام، صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، فخلط في قراءته، فأنزل الله أغلظ منها:?يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَأَنتُمْ سُكَـ?رَى? حَتَّى? تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ?] النساء:43 [فكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق، ثم أنزلت آية أغلظ منها ? يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ?لْخَمْرُ وَ?لْمَيْسِرُ وَ?لأَنصَابُ وَ?لأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ فَ?جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? قالوا: انتهينا ربنا. وقال الناس: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله، وماتوا على فرشهم، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجساً من عمل الشيطان، فأنزل الله تعالى: ? لَيْسَ عَلَى ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُو?اْ ? إلى آخر الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو حرم عليهم، لتركوه كما تركتم " انفرد به أحمد. وقال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب: أنه قال لما نزل تحريم الخمر، قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في البقرة:?يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ?] البقرة: 219] فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في سورة النساء:?يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَأَنتُمْ سُكَـ?رَى? ?] النساء:43 [فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قال: حي على الصلاة، نادى: لا يقربن الصلاة سكران. فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر، فقرئت عليه، فلما بلغ قول الله تعالى: ? فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ? قال عمر: انتهينا انتهينا. وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وعن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني، عن عمر، به، وليس له عنه سواه، قال أبو زرعة: ولم يسمع منه. وصحح هذا الحديث علي بن المديني والترمذي. وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيها

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015