ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 04:55]ـ
قال تعالى: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين} (ص)
فمن المعلوم أن (ما) تستخدم لغير العاقل في الغالب بخلاف (من)؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 12:21]ـ
. . . . . . . . . .
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 12:47]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
ذهب بعض العلماء إلى أن (ما) لا تختص بغير العاقل، واستشهدوا بهذه الآية وغيرها.
والذين ذهبوا إلى أن (ما) لغير العاقل قالوا إن (ما) هنا مصدرية والمراد: ما منعك أن تسجد لمخلوقي؟
والذي أراه صحيحا في هذه المسألة أن التعبير بـ (ما) يختلف في المعنى عن التعبير بـ (من) وكلاهما للعاقل في مثل هذا السياق، فإذا قلت لك (من أنت؟) فالمراد أن تجيب بقولك (محمد ... أحمد ... ) وهكذا، أما إذا قلت لك (ما أنت؟) فالمراد أن تجيب بقولك (طبيب .. مهندس ... رجل ... امرأة ... إلخ).
أي أن السؤال بـ (من) عن الشخصية، وبـ (ما) عن الماهية.
ومن هذا الباب أيضا ما جاء في قصة موسى على لسان فرعون {وما رب العالمين} لأن السؤال ليس عن الشخص، وإنما عن الماهية، فلو كان السؤال بـ (من) لكان الجواب بـ (الله)، ولكن السؤال بـ (ما) أي عن الماهية؟ فأجابه موسى بالخصائص الظاهرة لنا؛ لأن ماهية الرب تقصر عقول العالمين عن الوصول إليها.
والذين زعموا أن فرعون استعمل (ما) هنا استهزاء بموسى أخطئوا؛ لأن فرعون لم يكن يتكلم بالعربية.
ومن هذا الباب أيضا ما جاء في الأثر أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنت؟) فقال (نبي)، فلو قالوا له (من أنت؟) لقال: (محمد)، أما (ما أنت؟) فمعناها ما وظيفتك؟ ما ماهيتك؟ ما حقيقتك؟ فأخبرهم بوظيفته في الحياة وهي أنه نبي مرسل، فقالوا له بعد ذلك (وما النبي؟) يقصدون (ما معنى كلمة النبي؟) وهذا يختلف عن قولنا (من النبي؟)، فقولنا (من النبي؟) يجاب عنه بـ (محمد .. إبراهيم .. موسى .... إلخ)، أما قولنا (ما النبي) فيجاب عنه بقولنا (النبي إنسان يرسله الله عز وجل ... إلخ).
ومن هذا الباب أيضا حديث (أتدرون ما المفلس؟) فالرواية الصحيحة المعروفة في هذا الباب -كما في صحيح مسلم- (ما المفلس؟) وليست (من المفلس؟) كما هو شائع عند كثير من الناس، فقولنا (من المفلس؟) سؤال عن الشخص المفلس، أما قولنا (ما المفلس؟) فهو سؤال عن تعريف كلمة (المفلس) ومعناها، ولذلك كان الجواب من الصحابة بقولهم: (المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع)، ولو كان السؤال (من المفلس؟) لقالوا له: فلان وفلان.
والشواهد على هذه المسألة كثيرة جدا من كلام العرب، ولعلي أفردها بمبحث هنا إن شاء الله تعالى.
فالخلاصة مما سبق أن السياق في الآية لو قيل فيه (لمن خلقت بيدي) لما كان مطابقا لمقتضى الحال؛ لأن الإنكار على إبليس هنا ليس لأنه لم يسجد لآدم، ولكن الإنكار هنا بسبب أنه لم يسجد لما خلقه الله أيا كان هذا المخلوق، فكان الأولى أن يعبر بـ (ما)؛ لأنه لو عبر بـ (من) لكان فيه إيهام بأن (آدم) له خصيصة، لا مجرد الأمر بالسجود.
هذا ما ظهر لي بالنظر القاصر والفكر الضعيف، فإن كان صوابا فالحمد لله، وإن كان خطأ فأستغفر الله.
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 07:28]ـ
وهذا تأكيد لكلام أبي مالك.
http://216.239.59.104/search?q=cache:60bgsxlzq3UJ:si rah.al-islam.com/Searchعز وجلisp.asp%3FIعز وجل%3عز وجل1832%26S earch****%3عز وجل%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%85%عز وجل8%رضي الله عنه6 %عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%26SearchType%3عز وجلroot%26S cope%3عز وجلall%26Offset%3عز وجل0%26Sear chLevel%3عز وجلQرضي الله عنهصلى الله عليه وسلم+%22%عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7+ %عز وجل9%85%عز وجل9%86+%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمC%عز وجل9%87%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم 9+%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم%عز وجل8%رضي الله عنه9%عز وجل8% رضي الله عنه8%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل9%85+%عز وجل9%84%عز وجل9%87%22&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
فإن قيل كيف قال ((ولا أنتم عابدون ما أعبد)) ولم يقل من أعبد وقد قال أهل العربية إن (ما) تقع على ما لا يعقل فكيف عبر بها عن الباري تعالى؟
فالجواب أنا قد ذكرنا فيما قبل أن (ما) قد تقع على من يعقل بقرينة فهذا أوان ذكرها، وتلك القرينة الإبهام والمبالغة في التعظيم والتفخيم وهي في معنى الإبهام لأن من جلت عظمته حتى خرجت عن الحصر، وعجزت الأفهام عن كنه ذاته وجب أن يقال فيه هو ما هو كقول العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده ومنه قوله ((والسماء وما بناها)) فليس كونه عالما مما يوجب له من التعظيم ما يوجب له أنه بنى السموات ودحا الأرض فكان المعنى: إن شيئا بناها لعظيم أو ما أعظمه من شيء فلفظ (ما) في هذا الموضع يؤذن بالتعجب من عظمته كائنا ما كان هذا الفاعل لهذا، فما أعظمه
وكذلك قوله تعالى في قصة آدم: ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) ولم يقل لمن خلقت، وهو يعقل لأن السجود لم يجب له من حيث كان يعقل ولا من حيث كان لا يعقل ولكن من حيث أمروا بالسجود له / فكائنا ما كان ذلك المخلوق فقد وجب عليهم ما أمروا به فمن ها هنا حسنت (ما) في هذا الموضع لا من جهة التعظيم له ولكن من جهة ما يقتضيه الأمر من السجود له كائناً من كان
¥