ـ[الحامدي]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 09:17]ـ
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
أرى أن عبارة (جاري التحميل) لا تستحق أن يُعلل لها ويتأول لتسويغها حتى إن كان بتصحيحها صرفيا (جاري - جارٍ).
فنحن إن صلحنا الخطأ الصرفي في الاسم المنقوص (جاري)، فسيبقى الإشكال النحوي في تقدم الوصف على مرفوعه دون اعتماد على نفي أو استفهام، وهو وإن كان لغة إلا أنها قليلة ومرجوحة ...
فتبقى المسألة محصورة ليس في إثبات الياء أو حذفها من كلمة (جاري) -إذ لا يتناطح تيسان في حذف الياء هنا؛ لكون المنقوص نكرة مرفوعة-، بل في تركيب العبارة على هذا النحو من حيث تقدم الوصف وتأخره. وهي أي مسألة التقدم والتأخر تدور بين الأرجح والمرجوح وبين الكثير والقليل، فينبغي لنا أن لا نتساهل في المسألة تعليلا أو تسويغا لجواز تركيب ما لمجرد شيوع استعماله حتى لو خالف قواعد الصحة اللغوية، أو كان مما قل وشذ عنها.
ولذلك أرى أن الذي يريد الفصاحة العالية وموافقة الراجح من القياس الصرفي والنحوي عليه أن يختار: (التحميل جار)، ومع ذلك فلن يَعدَم من يستخدم (جار التحميل) -بحذف الياء- دليلا أو شاهدا من كلام العرب على قلته أو رأيا يؤيد ما ذهب إليه.
وأستبعد جعل العبارة من قبيل التركيب الإضافي كما يرى ذلك بعض الإخوة؛ إذ فيه بعض تعسف، نحن في غنى عنه.
ـ[الحامدي]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 09:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله
لا مانع من إضافة (جار) إلى التحميل، والمبتدأ عندئذ محذوف، أي الملف، كما تقول: زيد ساري الإبل، فتثبت الياء.
(وجار) التنوين فيه ليس للتعويض، بل للتنكير (بل هو تنوين تمكين)، وتنوين التعويض في الممنوع من الصرف، نحو (غواش)، وأما المصروف فتنوينه للتنكير (بل المنقوص المصروف تنوينه تنوين تمكين).
وأما عمل الوصف بغير اعتماد فقد أجازه سيبويه على قبح.
بارك الله فيك.
ما وُسم بالزرقة هو من تعليقي.