الرأي الرابع: أنّها إنْ وُصلت في الكلامِ كُتِبَتْ بالنُّونِ، عَمِلَت أم لم تَعْمَل، كسائِرِ الحروف، وإذا وُقِفَ عليها كُتِبَتْ بالألِفِ؛ لأنّها إذ ذاك مُشَبَّهَةٌ بالأسماءِ المنقوصة في عَدَدِ حروفِها، وأنّ النُّونَ فيها كالتنوينِ، وأنّها لا تَعْمَلُ في الوقفِ مُطْلَقاً.

وهو رأيُ المالقيّ واختيارُه ([17]).

والمتأمّل في عبارة الزّنجاني ([18]) يجد أنّه لم يُخَطِّئْ كتابَتَها بالألف، بل أجازَ الوجهين، وألزم من يريدُ كتابتها بالألف أنْ يُنوِّنَ بالشَّكْلِ.

وقد وجدتُ الزّنجانيّ كَتَبَها بِخَطِّ يَدِهِ في (الكافي) غيرَ مَرَّةٍ بالألف (إذاً)، ووَضَعَ لها تنويناً، عِلْماً بأنّه قال: ((لكن الأَوْلى أن تُكْتَبَ بالنون ... ))، فوافَقَ الكوفيين في رأيِهِ، ووافَقَ البصريين في استخدامِهِ، ولعلَّ سبب ذلك أنّه أراد مُجاراةَ كُتَّابِ عَصْرِهِ آنذاك، إذ لاحظْتُ أنّه - في مسائل فصل الهجاء - يلتزمُ الكتابةَ الشّائعةَ المشهورةَ. والله أعلم.

([1]) يُنظر النص المحقق 546.

([2]) شرح الشافية 374.

([3]) همع الهوامع 2: 232.

([4]) أدب الكاتب 248.

([5]) يُنظر همع الهوامع 2: 232.

([6]) المغني 31.

([7]) يُنظر همع الهوامع 2: 232.

([8]) رصف المباني 155.

([9]) يُنظر حروف المعاني للزجّاج 6.

([10]) يُنظر الجنى الداني 363.

([11]) يُنظر الجنى الداني366.

([12]) كتاب الكِتَاب 90.

([13]) شرح الشافية 3: 318.

([14]) الجنى الداني 365.

([15]) المغني 31.

([16]) هكذا نقل عنه ابن قتيبة في أدب الكاتب 249 يقول: «قال الفرّاء: ينبغي لمن نصبَ بـ (إذن) الفعلَ المستقبلَ أن يكتبها بالنون، فإذا توسّطت الكلامَ، وكانت لغوًا، كتبت بالألف». وعلى النقيض من ذلك ما نقله ابنُ هشام عن الفرّاء «أنّها إنْ عملت كتبت بالألف، وإلّا كتبت بالنون؛ للفرق بينها وبين (إذا) الشرطية والفجائية، وتبعه ابنُ خروف». المغني 31. ونلحظُ هنا تضارب النقل عن الفرّاء بين ابن قتيبة وابن هشام، والله أعلم بالصواب.

([17]) رصف المباني 155.

([18]) يُنظر النص المحقق 546.

منقول من كتاب (الكافي في شرح الهادي للزنجاني - قسم التصريف / الدراسة ص 32).

- (الكافي في شرح الهادي للزنجاني 660 هـ - قسم التصريف) تح: أنس بن محمود فجال، رسالة ماجستير من جامعة صنعاء، كلية اللغات، قسم اللغة العربية والترجمة، 2005 م.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015