وقال قتادة: {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} أي: شيئاً لا يعرف ولا يذكر ولا يدري من أنا. وقال الربيع بن أنس: {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} هو السقط. وقال ابن زيد: لم أكن شيئاً قط، ... [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)

وعند سيد قطب "في ظلال القرآن": فلنشهد مريم تنتبذ مكاناً قصياً عن أهلها، في موقف أشد هولاً من موقفها الذي أسلفنا. فلئن كانت في الموقف الأول تواجه الحصانة والتربية والأخلاق، بينها وبين نفسها، فهي هنا وشيكة أن تواجه المجتمع بالفضيحة. ثم تواجه الآلام الجسدية بجانب الآلام النفسية. تواجه المخاض الذي {أجاءها} إجاءة إلى جذع النخلة، واضطرها اضطراراً إلى الاستناد عليها. وهي وحيدة فريدة، تعاني حيرة العذراء في أول مخاض، ولا علم لها بشيء، ولا معين لها في شيء .. فإذا هي قالت: {يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً} فإننا لنكاد نرى ملامحها، ونحس اضطراب خواطرها، ونلمس مواقع الألم فيها. وهي تتمنى لو كانت {نسياً}: تلك الخرقة التي تتخذ لدم الحيض، ثم تلقى بعد ذلك وتنسى! [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)

6. الظلم والظالمين في سورة لقمان الآية 13 وفي سورة الأنعام الآية 82

وقد ورد الظلم في القرآن الكريم بعدة معان منها: الظلم بمعنى الشرك كما في: قوله تعالى:

? وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? لقمان: 13

في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وهو لقمان بن عنقاء بن سدون، واسم ابنه ثاران في قول حكاه السهيلي، وقد ذكره الله تعالى بأحسن الذكر، وأنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه، وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد الله، ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذراً له: {إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} أي: هو أعظم الظلم. قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت:??لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ?] الأنعام: 82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان: ? ي?َبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِ?للَّهِ إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? " ورواه مسلم من حديث الأعمش به، [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)

قال تعالى: ? فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ? الأنعام: 78 - 82

عند الحافظ بن كثير كذلك في تفسيره: قال الله تعالى: ??لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـ?ئِكَ لَهُمُ ?لأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ? أي: هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئاً، هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة. قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: {وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ} قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت:?إِنَّ ?لشِّرْكَ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015