ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:34]ـ
هل يصح أن ننفي الكفر (بمعنى عدم إقرار القلب) عن إبليس؟
لا يصح شرعا، وإن صح ذلك لفظا لبعض أرباب المجاز.
وهل يصح أن ننفي الإيمان (الكامل) عن المذنب؟
يصح هذا لورود مثل هذا الإطلاق في النفي (على معنى نفي الأكملية) في كلام الشارع وأهل اللغة.
فليس مبرر الصحة: التسليم بأمر (الخقيقة والمجاز).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:42]ـ
وأما بخصوص قضية (ثمرة "عملية")، فهذه مبناها على "أحكام القسمين".
فإذا أعطى أصحاب التقسيم للمجاز "أحكاما عملية" ما لا يعطونه للحقيقة، فالخلاف معهم سوف يثمر ثمرة عملية.
والعكس بالعكس.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:09]ـ
يا شيخنا الفاضل، هذا غير صحيح بالمرة.
بل إن شيخ الإسلام نفسه ذكر في غير موضع أن التعريفات الدقيقة لم تكن من منهج السلف، وأنه يكفي التصور الإجمالي، يعني مثلا: إذا قال لك رجل: (لن أجتنب الحرام حتى تعطيني التفريق الدقيق بينه وبين الحلال بحيث لا يدخل أحدهما في الآخر)، فكلامه واضح البطلان مخالف لإجماع العلماء؛ لأن وجود أشياء مشتبهة بين الحلال والحرام أو أشياء مختلف فيها لا يبيح له أن يستحل المتفق عليه.
فالمقصود أن مناقشة بعض المسائل لا يستلزم وجود الحد الدقيق لما يدخل وما يخرج؛ لأن هذا لا يكاد يوجد كما قال شيخ الإسلام.
بارك الله فيكم.
نحن لا نتكلم هنا عن (التعريف الدقيق) على طريقة المناطقة - فذاك منكر.
بل نتكلم عن تعريف كاف (فرقان) يميز به بين القسمين تمييزا مطردا.
وعملية وضع الضوابط - لما سأنه أن ينضبط - من دأب السلف.
بل هي طريقة القرآن وسنة الرسول (ص). بل هي خصيصة العقل.
ولا نتكلم كذلك عن وجود (القسم الثالث المشيته)،
فإن وجوده مع صحة التقسيم كثير كثير لا ننكره أصلا.
لكن الاشتباه ليس وصفا ذاتيا للشيء، بل هو وصف له باعتبار علم الناظر إليه.
فقضية (الحلال) و (الحرام) مثلا، قال فيه تعالى عن نبيه (ص): (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ). فالطيب والخبث هما فرقان منضبط للحلال والحرام، وقد بين الله ورسوله (ص) الطيبات من الأشياء والخبائث منها. فالحلال بين، والحرام بين. هذا مع قول النبي (ص): (وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس). فليس منشأ الاشتباه اعوجاج التقسيم وعدم انضباطه، بل لنقصان معرفة الناظر بالشيء المحكوم عليه.
فالفرقان بين الحلال والحرام ثابت، لكن علم الناس به في الأعيان يتفاوت قوة وضعفا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:15]ـ
ما الفرق بين الحد الدقيق على طريقة المناطقة، والتعريف المميز تمييزا مطردا؟
هذا سؤال جانبي.
أما السؤال الأصلي فهو:
شيخنا الفاضل، هل تنازع أن العلماء اختلفوا في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز؟
إن كنت تنازع في هذا فليس لنقاشنا معنى؛ وإن كنت لا تنازع في هذا، فليس لكلامك معنى.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:55]ـ
يا شيخنا الفاضل هذا مصادرة على المطلوب؛ لأن هذا هو عين المسألة المتنازع فيها.
جزاك الله خيرا. هذه هي المشكلة التي واجهتها. وأبلغ سلامي للشيخ نضال واشكره على اثراء النقاش، ولكني اعتب عليه ما ذكره أبو مالك من مصادرة على المطلوب بالافتراض، وهذا لا يتأتى لأنّا بصدد مناقشة ما هو واقع موجود.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 06:13]ـ
ما الفرق بين الحد الدقيق على طريقة المناطقة، والتعريف المميز تمييزا مطردا؟
هذا سؤال جانبي.
فروق كثيرة مؤثرة ما أظن أن مثلكم يجهلها.
وإن لم تخني الذاكرة، فشيخ الإسلام نفسه قد أجاب على هذا السؤال بالذات - لكن لا يحضرني الموضع.
أما السؤال الأصلي فهو:
شيخنا الفاضل، هل تنازع أن العلماء اختلفوا في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز؟
إن كنت تنازع في هذا فليس لنقاشنا معنى؛ وإن كنت لا تنازع في هذا، فليس لكلامك معنى.
طبعا يا شيخنا الجليل لا ننازعه.
لكن ليس لسؤالكم (هل للخلاف في أمر المجاز ثمرة عملية؟) معنى حتى توافق أحد الفريقين.
فإما أن توافق المقسمين، وإما أن توافق المنكرين. . وعندها كانت لسؤالكم فائدة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 06:14]ـ
جزاك الله خيرا. هذه هي المشكلة التي واجهتها. وأبلغ سلامي للشيخ نضال واشكره على اثراء النقاش، ولكني اعتب عليه ما ذكره أبو مالك من مصادرة على المطلوب بالافتراض، وهذا لا يتأتى لأنّا بصدد مناقشة ما هو واقع موجود.
سلام الله عليكم شيخنا الفاضل ورحمته وبركاته.
نسأل الله أن يبارك في علمكم وعمركم، وأن يجنبكم من مثل هذه التعليقات الباردة.
دمتم بخير وعافية.
============================== ============================== ========
قال ابن تيمية: وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ لِلْقَائِلِينَ بِالْمَجَازِ قَوْلٌ أَلْبَتَّةَ بَلْ كُلُّ أَقْوَالِهِمْ مُتَنَاقِضَةٌ وَحُدُودُهُمْ وَالْعَلَامَاتُ الَّتِي ذَكَرُوهَا فَاسِدَةٌ؛ إذْ كَانَ أَصْلُ قَوْلِهِمْ بَاطِلًا فَابْتَدَعُوا فِي اللُّغَةِ تَقْسِيمًا وَتَعْبِيرًا لَا حَقِيقَةَ لَهُ فِي الْخَارِجِ بَلْ هُوَ بَاطِلٌ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُتَصَوَّرَ تَصَوُّرًا مُطَابِقًا وَلَا يُعَبَّرَ عَنْهُ بِعِبَارَةِ سَدِيدَةٍ؛ بِخِلَافِ الْمَعْنَى الْمُسْتَقِيمِ فَإِنَّهُ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالْقَوْلِ السَّدِيدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وَالسَّدِيدُ: السَّادُّ الصَّوَابُ الْمُطَابِقُ لِلْحَقِّ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ وَهُوَ الْعَدْلُ وَالصِّدْقُ بِخِلَافِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ وَيَجْعَلَهُمَا مُخْتَلِفَيْنِ؛ بَلْ مُتَضَادَّيْنِ؛ فَإِنَّ قَوْلَهُ لَيْسَ بِسَدِيدِ
============================== ============================== ========
¥