هل من فائدة عن عمل هؤلاء على المختار، فأول مرة أسمع به

ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 02:57]ـ

هل من فائدة عن عمل هؤلاء على المختار، فأول مرة أسمع به

كتاب (المختار من صحاح اللغة للرازي) الذي حرره وتوسع فيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، ومحمد عبد اللطيف السبكي = قد أتموا تصنيفه لعشرخلون من ربيع الثاني سنة 1353 هـ (22 من شهريوليه سنة 1934م)، وطبع في المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها الحاج مصطفى محمد.

ويتلخص عملهما في «المختار» كالتالي:

1ـ ترتيب مواده على الحرفين الأول والثاني،دون حذف شيء منه.

2ـ ضبط مفرداته ضبطاً تاماً.

3ـ تحقيقه تحقيقاً دقيقاً بالرجوع إلى أصله وإلى أمهات اللغة.

4ـإضافة زيادات ذات بال من الكتب الموثوق بها تبلغ مقدار نصف المختار،ولا تخلو هذه الزيادات عن واحد من أربعة أنواع:

الأول: زيادة مادة برأسها يكون الرازي قد أغفلها بتة.

الثاني: زيادة بعض المفردات في مادة من المواد يكون الرازي قد بوب لها وجاء ببعض مفرداتها، فكان ما زيد عليه مما تركه من مفرداتها مما لا يستغنى عنه.

الثالث: زيادة نصِّ أشار الرازي إليه ولم يذكره،كأن يقول: وهو في الحديث،أو يقول: وقد ورد في بيت من الشعر، أو نحو ذلك. وحينئذ يؤتى بالحديث أو بالشعر الذي أشار إليه.

الرابع: زيادة ضبط في فعل أو اسم على ضبط آخر ذكره الرازي.

وقد وضعت كل زيادة بين معقوفين،وأرشد إلى مصدرها بالرمز إليه.

فأم االزيادات فهي مأخوذة عن: «لسان العرب»، و «أساس البلاغة»، و «النهاية»، و «القاموس»، و «الصحاح»، و «المجمل»، «وتاج العروس»، و «المصباح المنير»، و «محيط المحيط» للبستاني. وهذا الأخير لم يؤخذ عنه شيئاً إلا ما وافق فيه واحداً من الكتب السابقة.

وقد دعموا «المختار» بصور الكثير من أنواع الحيوان والنبات وأجزائهما.

ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 02:59]ـ

قال العلامة مصطفى الرافعي في نصيحته لمن أراد امتلاك (ناصية الأدب):

«ينبغي أَن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية، وهي ما لا يعرف إلَّا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا، فإن ظهر عليك أثرها، وإلَّا كنت أديباً كسائر الأُدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد. فإذا رغبت في أَقرب الطُّرق إلى ذلك = فاجتهد أن تكون مفكِّراً منتقداً، وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ .. واصرف همَّك من كتب الأدب العربي بادىء ذي بدء إلى «كليلة ودمنة» و «الأغاني» (1) و «رسائل الجاحظ» و «كتاب الحيوان» و «البيان والتَّبيين» له، وتفقَّه في البلاغة بكتاب «المثل السَّائر» وهذا الكتاب وحده يكفل لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبيِّ، وقد كنت شديد الولوع به.

ثم عليك بحفظ الكثير من ألفاظ كتاب «نجعة الرائد» لليازجي، و «الألفاظ الكتابية» للهمذاني، وبالمطالعة في كتاب «يتيمة الدهر» للثعالبي، و «العقد الفريد» لابن عبد ربه، وكتاب «زهر الآداب» الَّذي بهامشه.

ورأس هذا الأمر بل سر النجاح فيه أن تكون صبوراً، وأن تعرف أن ما يستطيعه الرَّجل لَا يستطيعه الطفل إلَّا متى صار رجلاً، وبعبارة صريحة إلَّا من انتظر سنوات كثيرة.

فإذا دأبت في القراءة والبحث وأهملت أمر الزَّمن طال أو قصر انتهى بك الزَّمن إلى يوم يكون تاريخاً لمجدك وثواباً لجدك» (2).

وقال أيضاً: «الإنشاء لَا تكون القوَّة فيه إلَّا عن تعب طويل في الدَّرس وممارسة الكتابة والتقلُّب في مناحيها والبصر بأوضاع اللُّغة، وهذا عمل كان المرحوم الشَّيخ عبده (3) يقدر أنَّه لا يتم للإنسان في أقل من عشرين سنةً. فالكاتب لَا يبلغ أن يكون كاتباً حتَّى يقطع هذا العمر في الدرس وطلب الكتابة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015