وأما قولك: وماذا تفهم من قول أبي منصور الأزهري الذي تفضلتَ بنقله؟ أفهم منه أنه صرخ بجواز الأمر عن النحاة ولكن يبقى الأمر كما تقدم لا بد من أدلة منقولة عن مجيزي الأمر تؤيد قولهم وإلا فلا
وكما قلت أنت آنفا الأمر هنا أهون من أمر كلمة غير فالأمر هنا واسع إن شاء الله وإن كان اللائق بالطلب أن يتبع ما عليه السلف في الأمر.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 07:23]ـ
مقام الترجيح يختلف عن مقام العزو كما هو معلوم لديك إن شاء الله
فأنا أتكلم عن مقام العزو، وهذا هو المفهوم من كلام أبي منصور الأزهري وغيره من أهل العلم.
ولكن المفهوم من كلام غيره أن الجمهور على المنع، كما هو ظاهر قول أبي الطاهر في قاموسه المحيط.
وكذلك ما قاله الخضري في حاشيته على ابن عقيل: إدخال أل عليهما لحن عند الجمهور.
فاختلفوا في النسبة إلى الجمهور أيضا في هذه المسألة كما يختلف الفقهاء في كون بعض المسائل هي قول الجمهور.
وقد كنتُ كتبت قديما مبحثا في (الكل والبعض)، سأوافيكم به قريبا إن شاء الله.
(تذييل)
ذكر عباس أبو السعود في أزاهير الفصحى بيتا آخر شاهدا على جواز (البعض)، وهو قول المجنون:
لا يذكر البعض من ديني فينكره ........... ولا يحدثني أن سوف يقضيني
ولم أجده في ديوانه، وأظن أنه محرف، والله أعلم.
ثم بحثت في الموسوعة الشعرية فوجدت الرواية (لا يبعد النقد من حقي ... )
وكذلك ذكر د. عبد الرحمن محمد إسماعيل في مجلة المجمع مقالا عن هذه المسألة، واستشهد بقول المرقش الأصغر:
شهدت به عن غارة مسبطرة ......... يطاعن بعض القوم والبعض طوحوا
قلت: وهذه رواية أبي زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب، ولكن الرواية المشهورة في كتب الأدب (يطاعن أولاها فنام مصبح)
واستشهد بعضهم أيضا بقول الخريمي:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا .......... فإن البعض من بعض قريب
قلت: وهو بعد عصر الاحتجاج فلا يحتج به.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:00]ـ
أذكر في باب الحج عن الغير قال ابن عابدين: خطأ مهجور خير من صواب مغمور، فهل يسلم له في باب الانتقاد، وخصوصا إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، وبين فصيح وأفصح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:25]ـ
حياك الله شيخنا الفاضل، وجزاكم الله خيرا
أذكر في باب الحج عن الغير
لم يذكره في باب الحج، وإنما ذكره في كتاب الدعوى.
قال ابن عابدين: خطأ مهجور خير من صواب مغمور
صواب العبارة (خطأ مشهور خير من صواب مهجور)
فهل يسلم له في باب الانتقاد، وخصوصا إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، وبين فصيح وأفصح.
إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، أو بين فصيح وأفصح فلا نزاع بين العلماء كافة أنه لا ينتقد ولا يخطأ، ولكن النزاع هنا ليس كذلك.
وابن عابدين في باب (الحج عن الغير) ذكر بحثا لطيفا في تصحيح إدخال (أل) على (غير).
وأما هذه العبارة (خطأ مشهور خير من صواب مهجور) فهي من الخطأ المشهور (ابتسامة)
لأنه لا نزاع بين أهل العلم أن كلام العامة مثلا أشهر من كلام الخاصة، ولا نزاع بينهم أيضا أن استعمال كلام العامة ليس خيرا من استعمال كلام أهل العلم.
ولكن يبدو أنهم أرادوا بهذه العبارة - والله أعلم - أن استعمال الخطأ المشهور أولى من جهة تفهيم الناس وتبيين الكلام لهم، ولذلك تجد بعض أهل العلم يحذر من استعمال الإعراب مع العامة، وفي أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي أخبار لطيفة في هذا الباب.
فالخيرية المذكورة في العبارة خيرية مقيدة، وليست خيرية مطلقة، بدليل ما ذكرنا من أن هذا الإطلاق غير مراد لهم.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:28]ـ
سؤال للأخ (حامد الأنصاري):
قولك ( .... إثبات عدم جواز .... )
هل ورد عن العرب استعمال (إثبات) بالمعنى المذكور؟
وهل ورد عنهم استعمال (جواز) بالمعنى المذكور؟
وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (إثبات عدم)؟
وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (عدم جواز)؟
وهل يمكن إثبات العدم؟
المطلوب ذكر الشواهد، وليس كلام المعجمات.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:45]ـ
نقاش مفيد
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل:
نَجِيحٌ مَلِيحٌ أخو مأقِطٍ * نِقابٌ يُحَدَّث بالغائبِ
جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِط، نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:54]ـ
(يحدَّث) بالبناء للمفعول، من بابة (إن يكن في أمتى محدَّثون)
وما ذكره الأخ الكريم (ابن المنير) هو الرواية المشهورة، والبيت لأوس بن حجر.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 11:12]ـ
أما لماذا انتقيت يُحدَّث
وتركت يُحدِّث
فقد أجاب أبو مالك، وأنعم به ..
وهناك وجه آخر ...
أما لماذا انتقيت نَجِيحٌ مَلِيحٌ
وتركت جَوادٌ كَرِيمٌ
ففيه نكتة لا تحفى على لبيب ...
أما التنصيص على صاحب البيت، فليس بلازم ...
¥