مبارك عليك أخي (الباجي)، ولا تنس أن تضرب لنا معك بسهم، وذاك بأن تجود بمجلد من تيك المجلدات، حتى لو كان الفهرس (ابتسامة).

ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 01:55]ـ

تحية للجميع

بالمناسبة

أذكر أن الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله أعرب السموات (خلق الله السموات) مفعولا مطلقا

ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 11:26]ـ

هذه تعليلاتُ بعضِ الأئمّةِ، وتفريقُهم بين المفعولُ المطلقِ، وبينَ المفعولِ بهِ، من جهةِ المعنى:

قال ابنُ يعيش في " شرح المفصّل ": " قد تقدم القول أنَّ المصدرَ هو المفعولُ في الحقيقةِ، فإذا قلتَ قامَ زيدٌ، وفعلَ زيدٌ قياماً، كانا في المعنى سواءً، ألا ترى أنَّ القائلَ إذا قالَ: من فعل هذا القيامَ؟، فتقولُ: زيدٌ فعلهُ، والمفعولُ بهِ ليس كذلكَ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم يصحَّ تعبيرهُ بأن تقولَ: فعلتُ زيداً، لأنَّ زيداً ليسَ ممّا تفعلهُ أنتَ، وإنّما أحللتَ الضربَ بهِ " انتهى 1/ 124.

وقال عبدُ القاهرِ الجرجانيُّ في كتاب " المقتصدِ ": " ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: قمتُ قياماً، كنتَ قد أخرجتَ القيامَ من العدمِ إلى الوجودِ، وفعلتهُ على الحقيقةِ، وليس كذلك سائرُ المفعولاتِ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم تكنْ قد أخرجتَ من العدمِ إلى الوجودِ شيئاً من زيدٍ، وإنّما هو خلقُ اللهِ تعالى البتّةَ، وإنّما أوقعتَ بهِ أمراً، ولذلك قيلَ: المفعولُ بهِ، ألا ترى أنّكَ عملتَ بهِ الضربَ، ويعلمُ ضرورةً أنَّ المفعولَ على الحقيقةِ ما أخرجهُ الفاعلُ من العدمِ إلى الوجودِ، والمصدرُ بهذهِ الصفةُ، وإذا كان كذلك سُمّيَ المطلقَ " انتهى 1/ 580.

فهذان إمامان من أئمّةِ اللغةِ والنحْوِ، سبقا ابنَ هشامٍ في تعليلِ المفعولِ المطلقِ، غيرَ أنّهما قيّداهُ بالمصدرِ، وأمّا ابنُ هشامٍ فقد طرد أصلهما، وأعملَ قولهما بإطلاقٍ، وألزمَ النحاةَ بهِ، بل خطّأهم في إعرابَ مثلِ ما أوردتهُ من العبارةِ الواردةِ في السؤالِ على أنَّ " بيتاً " مفعولٌ به، فقالَ في " مغني اللبيبِ ": قولُهم في نحْوِ: ((اللهُ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ))، إنَّ السمواتِ مفعولٌ بهِ، والصوابُ أنّهُ مفعولٌ مطلقٌ، لأنَّ المفعولَ المطلقَ ما يقعُ عليهِ اسمُ المفعولِ بلا قيدٍ، نحْوَ قولكَ: ضربتُ ضرباً، والمفعولُ بهِ ما لا يقعُ عليهِ ذلكَ إلا مقيّداً بقولكَ: " بهِ "، كضربتُ زيداً، وأنتَ لو قلتَ: السموات مفعولٌ، كما تقولُ: الضربُ مفعولٌ، كان صحيحاً، ولو قلتَ: السمواتُ مفعولٌ بهِ، كما تقولُ: زيدٌ مفعولٌ بهِ، لم يصحَّ ".

ثمَّ قالَ: " إيضاحٌ آخرُ: والمفعولُ بهِ ما كانَ موجوداً قبل الفعلِ الذي عمِلَ فيهِ، ثمَّ أوقعَ الفاعلُ بهِ فعلاً، والمفعولُ المطلقُ ما كانَ العاملُ فيهِ هو فعلُ إيجادهِ ... وكذا البحثُ في " أنشأتُ كتاباً "، و " عملَ فلانٌ خيراً " و " آمنوا وعملوا الصالحاتِ " انتهى 6/ 578 - 581.

يبقى سؤالٌ: هل هذه المسألةُ من رواسبِ أقوالِ الأشاعرةِ وغيرهم من أهلِ الكلامِ، الذين يقولونَ أنَّ الخلقَ هو المخلوقُ؟!، أم هو وجهٌ نحْوي سائغٌ، باعتبارِ أصل العلّةِ في التفريقِ بين إيجادِ الفعلِ من العدمِ كما هو الحالُ في المفعولِ المطلقِ، وبين لحوقِ أثرِ الفعلِ بهِ وهو المفعولُ بهِ؟!.

يحتاجُ إلى بحثٍ يليقُ بهِ، وتحريرٍ مفصّلٍ، ولعلَّ الإخوةَ ينشطونَ في ذلك، حتّى تكملَ الفائدةُ.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 12:48]ـ

شيخنا الكريم (فتى الأدغال)

هل وصلتك رسالتي؟

ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:07]ـ

شيخنا الكريم (فتى الأدغال)

هل وصلتك رسالتي؟

حبيبنا القديرَ الشيخَ أبا مالكٍ:

وصلتني رسالتُك وصلكَ اللهُ بطاعتهِ، وحاولتُ الردَّ عليكَ غيرَ أنَّ بريدَك فاجأني بعدم قبولهِ للرسائلِ الخاصةِ، فانثنيتُ عنهُ مملوءً حسرةً وألماً، على أنّني حين وضعتُ السؤالَ كانت مراعاةُ ذلك حاضرةً عندي، غيرَ أنَّ البحثَ يحتاجُ إلى تنقيحٍ، فما علّلَ بهِ أئمّةُ النحْوِ للتفريقِ بين المفعولِ المطلقِ والمفعولِ بهِ مشهورٌ معروفٌ، وهو تعليلٌ لهُ حظّهُ من النظرِ، فجسرَ ابنُ هشامٍ على القولِ بصريحِ العبارةِ، ومن هنا أتى المبحثُ العقديُّ: هل هذا من رواسبِ علمِ الكلامِ، أم هو ملحظٌ وتعليلٌ لهُ ما يؤيدهُ من جهةِ النظرِ؟!، لهذا طلبتُ من الإخوةِ البحثَ والتعمّقَ، خاصّةً ما ذكرهُ ابنُ هشامٍ من كون المفعولِ المطلقِ عرضاً وجوهراً، أو أحداثاً وذواتٍ، وليسَ كما يذكرهُ علماءُ النحْوِ أنها أعراضٌ وأحداثٌ فحسب، بخلاف المفعولِ بهِ فإنه ذواتٌ وجواهرُ.

ولهذا فالمسألةُ تحتاجُ إلى بحثٍ يليقُ بها ويستحقّها، وأنتم بمشاركةِ الإخوةِ الآخرينَ أهلٌ ذلكَ، ومن فرسانِ تلك المسالكِ.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:26]ـ

سبحان الله!

لم أحسب أن عندي مشكلة في استقبال الرسائل؛ لأني استقبلت رسائل كثيرة من الأعضاء!

عموما، هلا حاولت مرة أخرى، وجزاك الله خيرا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015