واستخلص هذا العلم من كتب الأقدمين وبوبه وهذبه وأضاف إليه رؤية جديدة مستوعبة الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل فى كتابه علم الاشتقاق دراسة نظرية وتطبيقية من نشر مكتبة الآداب بالقاهرة وأهم ما فى هذا الكتاب فى رأيى تفرقته الدقيقة بين ما سُمِّى أنواع الاشتقاق فالاشتقاق الصحيح هو الأصغر وهو عنده: استحداث كلمة أخذا من كلمة أخرى للتعبير بها عن معنى يناسب معنى الكلمة المأخوذ منها مع التماثل بين الكلمتين فى الحروف الأصلية وترتيبها.

ونقد الشيخ الدكتور إقحام الإبدال والتقليب والنقل المكانى والنحت ضمن مفهوم الاشتقاق وخلاصة ما انتهى إليه أن يقصر المفهوم الاصطلاحى للاشتقاق على الصغير أو الأصغر، وتخرج بقية الظواهر الأخرى من دائرة الاشتقاق؛ لأن الإبدال اللغوى تتحد فيه الكلمتان فى المعنى تمام الاتحاد، ولا تفيد الصورة الثانية (المبدلة) معنى جديدا، والاشتقاق يباين الإبدال فى هذا؛ لأن الكلمة المشتقة تفيد معنى جديدا على معنى مأخذها.

أما القلب أو التقليب فلم يطبق ابن جنى فكرته إلا على تراكيب معدودات أثبت فيها بكثير من التكلف العلاقة المعنوية التى تربط بين التقاليب، والاشتقاق يباين هذا أيضا؛ لأنه يطرد فى جميع اللغة مع سهولة الربط بين المشتق والمأخذ، وأما النحت فيختلف عن الاشتقاق لأنه فى الحقيقة ضرب من اختصار كلمتين أو أكثر لا من كلمة واحدة كالاشتقاق ومفهوم الاشتقاق الاصطلاحى لا ينطبق عليه أضف إلى هذا أن القدماء عرفوا النحت وذكروا أمثلته ولم ينعتوه بالاشتقاق البتة. وبهذا ترى أن هذا الرأى يحدد بدقة ماهية الاشتقاق وتحديد مصطلحات الظواهر العلمية بدقة أمر تأخذ به الدراسات اللغوية فى عصرنا.

وأعود فألخص لكم الموضوع إجمالا فأقول:

الاشتقاق وتعليل التسمية ودوران المادة على معنى واحد مباحث ثلاثة تبرهن على وجود علاقة معنوية ولفظية بين استعمالات أى تركيب من جهة، وتبرهن على إحكام هذه اللغة ودقتها من جهة أخرى.

ففى الاشتقاق تتضح العلاقة المعنوية التى تربط بين اللفظ المشتق ومأخذه، وفى تعليل التسمية تتضح الصلة بين الاسم وبعض استعمالات التركيب الذى أخذ منه الاسم، وفى الدوران يحدثك المعنى المشترك الذى يجمع كل استعمالات التركيب عن نفسه.

وشكرى لكم جزيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محبكم فى الله.

ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 12:54]ـ

هل علم الاشتقاق له علاقة بالابدال والاعلال في باب الصرف؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 06:42]ـ

نشر البحث مطولا في موقع رسالة الإسلام:

http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=142&aid=1566

ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[11 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, صباحاً 10:23]ـ

قام الأخ صفاء الدين العراقي مشكورا برفع كتاب "العلم الخفاق من علم الاشتقاق" هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=353940&posted=1#post353940)، وقام الأخ الشك العلمي برفع كتاب بلغة المشتاق للفاداني هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49426)، فجزاهما الله خيرا، وفي انتظار كتاب نزهة الأحداق.

ـ[سالم اليمان]ــــــــ[11 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, مساء 06:57]ـ

قيل أن التفسير من سفر وقيل من فسر وهما يلتقيان في الاشتقاق الأكبر

ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[13 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, مساء 03:06]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, مساء 03:54]ـ

بعض مسائل هذا العلم مذكورة

طبعا بحث متميزكعادة الأستاذ الفاضل

لكن

لا أظنك إلا متعمدا أن تقول مذكورة

وتعلم لا شك أن الصواب

بعض مسائل هذا العلم مذكور

كما هو الاستعمال القرآني

في مثل قوله تعالى:

{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} الكهف33

كمسألة اشتقاق (الاسم)؛ فهو من السُّمُو عند البصريين ومن السِّمَة عند الكوفيين

مثل هذا البحث انقرض من الدرس اللغوي

فقد اثبتت المقارنات السامية أن كلا الرأيين خطأ

وأن الصواب

أنه اسم جامد في أصل وضعه اللغوي

وهو من الأصول الثنائية للغات السامية

ومعروف في جميع اللغات السامية

غير أنه فيها بالشين لا السين

كما في العبرية شيم

وكذلك مسألة اشتقاق المصدر من الفعل عند الكوفيين، أو الفعل من المصدر عند البصريين

وهذا أيضا

فقد أثبت الدرس اللغوي الحديث أن أصل الاشتقاق هو (الأصل الحسي: المادي) ثم يشتق منه الأصل (المعنوي: الروحي: المجرد) وهو المصدر، ثم يشتق منه الفعل

فمثلا:

الأناقة اشتقت من الناقة، ثم اشتق منها الفعل تأنق

الجمال اشتق من الجمل، ثم اشتق منه الأفعال: جمُل- تجمل

الثورة مشتقة من الثور، ثم اشتق منها الفعل ثار

وهكذا

الصبر من الصبار والعظمة من العظم والخيلاء من الخيل والحصانة من الحصان

والجود من الجواد والغنيمة من الغنم ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015