ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 04:50]ـ
ومن مسائل هذا العلم: اشتقاق لفظ (القرآن)، وفيه خمسة أقوال:
الأول = أنه مشتق من (قرأ) بمعنى تلا، ويكون على هذا مصدرا بمعنى القراءة.
الثاني = أنه مشتق من القَرْء بمعنى الجمع؛ تقول: قرأت الماء في الحوض أي جمعته؛ لجمعه الآيات والسور في كتاب واحد.
الثالث = أنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه؛ لقِران الآيات والسور فيه.
الرابع = أنه مشتق من القرائن؛ لأن الآيات والقصص يشبه بعضها بعضا، فهي أشباه ونظائر.
الخامس = أنه اسم علم غير مشتق من شيء كالتوراة والإنجيل.
والقول الأول قول أكثر العلماء
والقول الثاني قول الزجاج
والقول الثالث قول الأشعري
والقول الرابع قول الفراء
والقول الخامس قول الشافعي
والأرجح من بين هذه الأقوال هو الأول والله أعلم؛ لأن قراءة التسهيل يمكن ردها إلى قراءة الهمز بخلاف العكس، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 04:51]ـ
ومن فوائد هذا العلمِ أيضا:
تصَرُّفُ المتكلم البليغ في مناحي كلامه بما يزيدُه بهاءً وحلاوة، ويهبه جمالا وطلاوة، وهو قريب من التجنيس، فينظر في اللفظ وما يقاربه معنى، وفي الكلم وما ينتمي إليها أصلا.
ومن ذلك في كتاب الله:
= {فأقم وجهك للدين القيم}
= {وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله}
= {ليريه كيف يواري سوءة أخيه}
وفي الحديث ((أَسْلَمُ سالمها الله، وغِفَار غفر الله لها، وعُصَيَّة عصت الله ورسوله)).
ومن ذلك قول أبي تمام:
وأنجدتم من بعد إتهام داركم ............ فيا دمع أنجدني على ساكني نجد
فإنه لولا معرفته باشتقاق (نجد) ما طاوعه مثل هذا البيت.
ومن ذلك قول صفي الدين الحلي:
لم يلق مرحبُ منهُ مرحبًا ورأى ............. ضدَّ اسمه عند حد الحصن والأُطُمِ
ومن ذلك قول ابن معصوم:
لم تُبْقِ بدرٌ لهم بدرًا وفي أُحُدٍ ............... لم يبقَ من أَحَدٍ عند اشتقاقهم
ومن ذلك قول الشاعر:
أردى (أبا لهب) نصفُ اسمه أبدا ............... لفِعْلِ أوله عن واضح اللقم
وقريب من هذا الباب قول أبي نواس:
عباس عباس إذا احتدم الوغى .............. والفضلُ فضلٌ والربيعُ ربيعُ
وقريب من هذا الباب قول خالد بن صفوان:
((هشمتك هاشم، وأمَّتك أمية، وخزمتك مخزوم))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 04:52]ـ
قال الصفدي في < نكت الهميان >:
((قد تتبعت أفراد وضع اللغة العربية، فرأيت العين المهملة والميم، كيفما وقعتا في الغالب وبعدهما حرف من حروف المعجم، لا يدّل المجموع إلا على ما فيه معنى الستر أو ذهاب الصواب على الرأي)).
ثم شرح ذلك مفصلا على تراجم المواد المختلفة، وأشكل عليه بعض المواد التي تدل على طول، فقال:
(( ... ولا بدّ للفرس إذا طال، أن يكون فيه بعض التواء، وذهاب على غير استواء. وكذلك الطريق إذا طالت)).
وقال ابن فارس في مقاييسه:
(عمت): ((العين والميم والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على التباسِ الشيء والتوائه))
(عمج): ((العين والميم والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على التواءٍ واعوجاج))
(عمد): ((العين والميم والدال ... ترجع إلى ... الاستقامة في الشيء، منتصبا أو ممتدا))
(عمر): ((العين والميم والراء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على بقاءٍ وامتداد زمان، والآخر على شيءٍ يعلو))
(عمس): ((العين والميم والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على شدّة في اشتباهٍ والتواءٍ في الأمر))
(عمش): ((العين والميم والشين كلمتانِ صحيحتان، متباينتان جدَّاً. فالأولى ضعفٌ في البصر، والأخرى صلاحٌ للجسم))
(عمي): ((العين والميم والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سَترٍ وتغطية))
(عمه): ((العين والميم والهاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على حَيرة وقِلّة اهتداء))
ومما ذكره الصفدي:
(عمق): ((العمق بفتح العين وضمها قعر البئر والفج والوادي. قيل فيه ذلك لما واستتر عن العين))
(عمل): ((اعتمل الرجل إذا اضطرب في العمل ... قيل فيه ذلك لأن الاضطراب حركة على غير استواء))
(عمم): ((عمم العمامة ما يوضع على الرأس، وهي تستره. واعتم النبت إذا اكتهل أي ستر الأرض))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 04:52]ـ
ومما يفيد أيضا أنهم كانوا يعرفون الاشتقاق قول حسان بن ثابت (ويروى لأبي طالب):وشقَّ له من إِسْمِه ليُجِلَّه ............... فذو العرش محمودٌ وهذا مُحمَّدُ
وقول الكميت بن زيد الأسدي: ومِن غَدرِه نَبَزَ الأولو ............... ن - إذ لقَّبوه - الغَدِيرَ الغديرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:10]ـ
قال ابن الأزرق في كتابه الرائع الممتع < روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام >:
((المثال الأول [يعني من الأخطاء الواقعة بسبب الجهل باللغة] ما يروى عن النَّظَّام أنه كان يقول: إذا آلى المرء بغير اسم الله تعالى لم يكن موليا، قال: لأن اليلاء مشتق من اسم الله.
وليس كذلك لأن الإيلاء من الألية وهي اليمين يقال: آلى الرجل يولي إيلاء أي حلف وأقسم))
¥