الفعل في اللغة: الحَدَث - وفي اصطلاح النحويين: كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي، والحال، والمستقبل * * * السؤال: كلنا يعلم أن مثلاً كلمة أمس دلت على معنى في نفسها واقترنت بالزمن الماضي وكذلك كلمة غد دلت على معنى في نفسها واقترنت بالزمن المستقبل و هما اسمان لا فعلان. أفلا يجب علينا أن نعرف الفعل بأنه كلمة دلت على معنى في نفسها، ودلت على حدث مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة؟
الجواب:
الإشكالات الواردة على التعريفات كثيرة، وإذا فهم المعنى كفى في المراد، والعلماء المتقدمون لم يكن من شغلهم التدقيق في الحدود مثل المتأخرين، ولما أكثر المتأخرون من الاعتراضات وعلى الحدود والرد على هذه الاعتراضات كثر ما لا فائدة فيه عندهم، ولذلك ينصح غير واحد من أهل العلم كالشاطبي رحمه الله بالاشتغال بكتب المتقدمين، وابن مالك رحمه الله قال في باب (كان) من الألفية: وقد تزاد كان في حشو كـ (ما .................. كان أصحَّ علم من تقدما)
فأحسن التمثيل بهذا المثال، وما أحسن أمثلته في كثير من المواضع.
المهم .. ندخل في الموضوع اعلم يا أخي أن مراد العلماء بقولهم في الفعل إنه (ما دل على معنى مقترن بزمن) أي أن للفعل دلالتين باعتبارين؛ فله دلالة باعتبار حروفه، وله دلالة باعتبار وزنه، فدلالته باعتبار الحروف هو المعنى المراد، ودلالته باعتبار الوزن هو الزمن المقصود.
أما كلمة (أمس) و (غد) ونحو ذلك، فدلالتها على الزمن الماضي أو المستقبل هي بعينها دلالة اللفظ، فهذا اللفظ موضوع لهذا المعنى، فليس في الكلمة معنيان مقترنان حتى نقول إن الكلمة دلت على معنى مقترن بزمن، بل إن الكلمة دلت على معنى، وهذا المعنى نفسه هو الزمن المخصوص.
وكذلك قولنا (الجمعة) (السبت) (الأحد) ... إلخ، كل ذلك يدل على زمن، ولكن دلالته على الزمن هي بعينها دلالة الكلمة على معناها، فلا يوجد معنا دلالتان مختلفان البتة.
أما الفعل ففيه دلالتان منفصلتان تماما؛ فإذا قلت مثلا: (خرج) فهذه الكلمة تدل بحروفها على معنى (الخروج)، وتدل بصيغتها (وزنها) على الزمن الماضي، فدلالة الكلمة على الزمن الماضي لا تختص بهذه الحروف (خ ر ج)، وإنما تختص بأن الكلمة على وزن (فَعَلَ). فإذا قلت: (يخرج) دلت الكلمة على معنيين أحدهما معنى الخروج نفسه كما سبق؛ لأنه يتعلق بالحروف الأصلية في الكلمة، ودلت على معنى الاستقبال بصيغتها (وزنها) لأن معنى الاستقبال لا يختص بهذه الحروف، وإنما يختص بأن الكلمة على وزن (يفعل).
أرجو أن يكون قد اتضح المراد، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.
ـ[إبراهيم الشمسان]ــــــــ[03 - صلى الله عليه وسلمug-2008, صباحاً 03:38]ـ
لعل هذا الفتح خاص بالحرف (مِن) إذا تلاه معرف بأل وأما غيره فتكسر النون منه (مِنِ ابْنِك)، وتقول (لم يستطِعِ النهوض).
كتبه أبوأوس إبراهيم الشمسان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - صلى الله عليه وسلمug-2008, مساء 01:58]ـ
مرحبا بك شيخنا الفاضل، وجزيت خيرا.
ونرجو أن لا تحرمنا فوائدك.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 12:28]ـ
أخي الكريم أبا مالك العوضي
أود شكرك على ما تقوم به من جهد عظيم وعمل دؤوب أسأل الله أن يديم عليك فضله وإحسانه فإن لك من اسمك نصيب كما أود تهنئتكم وجميع الأعضاء بحلول عيد الفطر أسأل الله أن يتقبل من الجميع عملهم.
أرجو إفادة أخيكم حول:
1 ـ (ثُم) هل هي للترتيب دوما أو يمكن ورودها من غير إفادة الترتيب، مع ذكر المثال من الكتاب أو السنة إن وجد.
2 ـ استفسار متعلق بالرسم ما صحة رسم كلمة (كتابا) مثلا من غير ألف التنوين هكذا (كتابً) حيث ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح والشيخ شاكر في تعليقاته على المسند، فإذا رأيتم جواز هذا الرسم فهل ترون لزوم وضع التنوين عوضا عن الألف.
3 ـ ضبط كلمة خراش في قوله: تكاثرت الظباء على خراش، أهي بضم الخاء أم كسرها.
أعانكم الله ووفقكم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:09]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم يا أخي الفاضل
1 - (ثم) للترتيب والتراخي، وإذا وردت لغير ذلك فعلى خلاف الأصل، ومن الأمثلة التي ذكرها أهل العلم في ذلك -وإن كانت تحتمل النقاش- قوله تعالى: {ثم الله شهيد على ما يفعلون} {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} {ثم كان من الذين آمنوا}.
2 - رسم المنصوب بغير ألف هو وجه قديم في الرسم، فالأفضل أن يقتصر فيه على ما ورد، ولا يحسن أن نستعمله نحن الآن؛ لأنه يسبب اللبس، ولا يلزم وضع التنوين؛ لأن أكثر الكتب القديمة لم تكن مشكولة.
3 - (خراش) بكسر الخاء.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:14]ـ
استفدت فوائد جمة، جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:19]ـ
آمل أن أرى جوابكم هنا عن إشكال وقع لبعض الإخوة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=146057#post14 6057
¥