وغاية ما يمكنه قوله أن يكون قولنا (لغة وفقها واصطلاحا) صوابا كما أن قولنا (اللغوي ... إلخ) صواب، فإنه من المعلوم قطعا أن كون بعض الألفاظ صوابا لا يمنع من أن يكون غيرها صوابا فيلزمه أن يذكر دليلا على خطأ العبارات الأولى، والذي أراه أنها صحيحة بالاتفاق، ولا إشكال فيها.

4 - في مصطلح: العلاقات الدولية، أحد شيوخنا يقول بأن الصواب: العلائق، وقد ذكرت له أنني وجدت الآتي: العلاقات جمع علاقة بفتح العين، وهو جمع مؤنث سالم، ومسموع عن العرب،

قال ذو الرمة:

وَقَد زَوَّدَت مَيٌّ عَلى النَأي قَلبَهُ ....... عَلاقاتِ حاجاتٍ طَويلٍ سَقامُها

وتجمع علاقة على علائق، وهو أكثر استعمالا، وأنشدوا عليه قول الفرزدق:

حَمَّلتُ مِن جَرمٍ مَثاقيلَ حاجَتي ...... كَريمَ المُحَيّا مُشنَقاً بِالعَلائِقِ

وفي العلائق قال جرير:

لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِقٌ ....... أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما

وقال قيس بن ذَرِيح:

تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ ....... وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ

فقال: الأفصح علائق، فما معيار الأفصح، هل كثرة الشواهد هي المعيار؟

اختلف أهل اللغة في المراد بقولهم (أفصح)، مع اتفاقهم على أن (الأفصح) لا يستلزم أن يكون خلافه ضعيفا أو خطأ، والمشهور عندهم أن الأفصح هو الأكثر دورانا في كلامهم، فإذا اتفق اللفظان في كثرة الدوران فالأفصح هو الأكثر تبيانا للمعنى ودلالة عليه.

وكون هذه اللفظة أو تلك أكثر في كلام العرب يحتاج إلى نص من أئمة اللغة أو إلى استقراء، وهو نادر في أيامنا هذه.

وأما بخصوص مسألتنا هذه فيمكن أن يقال: (العلاقات) جمع قلة، و (العلائق) جمع كثرة، فيستعمل كل منهما في موطنه فلا نحتاج أصلا لكلام عن فصيح وأفصح.

5 - المشهور عدم صحة قولنا: نفس العقد، وأن الصواب العقد نفسه، إلا أنني وجدت كثيرا من العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله يستعلون هذا الأسلوب، فهل هو سائغ، أم أنه لحن بكل حال؟

هذه مسألة خلافية بين علماء اللغة، والأكثرون على الجواز، وهي مذكورة في كتب النحو.

6 - إذا كان اللفظ مذكرا، وجمع جمعا مؤنثا سالما، فكيف يكون حاله مع العدد، والإشارة والغيبة

هذا إنما يرد على غير العاقل كما هو واضح، كما تقول (مجلد) (مجلدات)، وجماهير النحويين على أن العبرة في العدد إنما هي بالمفرد، فتقول: (سبعة مجلدات) كما تقول: (خمسة عشر مجلدا)، وذهب الكسائي إلى جواز اعتبار الجمع، ومن ذلك الحديث المشهور الضعيف (نهى عن الصلاة في سبع مواطن)، ولذلك شواهد أخر، وأما البصريون فيجعلون هذه الشواهد من باب التضمين.

وأما الإشارة فتقول: (هذه مجلدات) و (هؤلاء مجلدات) والأول أشهر.

وأما الغيبة فتقول: (هي مجلدات) و (هنّ مجلدات) وكلاهما فصيح.

والله تعالى أعلى وأعلم.

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 04:24]ـ

جوابك مشكور

أسأل الله أن يجزيك خيرا

وعند اكتمالها: أقترح أن تسمى: القول المليح في أجوبة الشيخ ...

أو

الحلل العوضية على الأسئلة النجدية

أدام الله نفعك

وأبقى ذكرك

وشرح صدرك

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:05]ـ

لاحظت ان الإمام ابن تيمية رحمه الله وغيره من علماء الإسلام يستعملون الصيغة الآتية:

وسواء---أو --

والمشهور الآن أن هذا لحن والصواب استعمال أم، وبه جاء القرآن

فهل استعمال أو يحتمل وجها للصواب

أدامك الله مسددا موفقا

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:06]ـ

وعبارة الإمام ابن تيمية رحمه الله:

والأصل الثاني أن الشرط المخالف لكتاب الله إذا لم يرضيا إلا به فقد التزما ما حرمه الله، فلا يلزم كما لو نذر المعصية، وسواء كانا عالمين أو جاهلين

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:26]ـ

إنما يلزم ذلك يا شيخنا الفاضل عند استعمال همزة التسوية أو كان السياق يدل على معناها، كقوله تعالى: {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم}، أما إن كان السياق لا يدل على ذلك فلا يلزم، بل يجوز استعمال (أو) ويجوز استعمال (الواو) أيضا، كما في قوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}، {سواء العاكف فيه والباد}، والمعنى: العاكف والباد سواء أي مستويان؛ لأن (سواء) مصدر يطلق على المفرد والمثنى والجمع، فـ (سواء) في كلام شيخ الإسلام مرفوعة، كما في قوله تعالى: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به}.

ويكون تقدير كلام شيخ الإسلام (كونهما عالمين أو جاهلين سواء)، ومن المعلوم أن (أو) تكون أحيانا بمعنى الواو كما قال ابن مالك:

وربما عاقبت الواو إذا ........... لم يلف ذو النطق للبس منفذا

ومن أصرح الآيات في صحة العبارة قوله تعالى: {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم}.

والله أعلم.

ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 11:36]ـ

فإنك شمس و الملوك كواكب .... الخ

أليس للنابغة؟

...........................

وردت في كلامك (أبا مالك) كلمة: لفظة، و أذكر أني رأيت بعض أهل العلم قال إنها ليست صحيحة فما قولك؟

..........................

ذكرني أول الموضوع عند ذكر مارية سؤالا لم أزل أبحث عن جوابه و هو ضبط قولنا (مارية سرية رسول الله صلى الله عليه و سلم) سُرِّيَّة أو سَرِيَّة؟

و الله يجزل الثواب لنا و لكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015