ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 03:08]ـ

السؤال:

لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثان كما أن هناك مفعول ثان، مثال يوضح سؤالى:

(ضرب زيد وعمرو الكرة) لماذا نعرب عمرا هنا معطوفا ولا نعربه فاعلا ثانيا قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال" "المال" مفعول ثان. أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لكن ما السبب؟؟

الجواب:

السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين.

فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ.

وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة)

بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء.

والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها

وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟

وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب.

فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 03:12]ـ

السؤال:

من يدلني على معنى كلمة (تجهرم) فإنها وردت في تفسير ابن كثير: (ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به) ولقد بحثت عنها في أكثر من معجم فما وجدتها.

الجواب:

(جَهْرَم) بلدة تنسب لها الثياب الجهرمية، وقد تحذف ياء النسب فيقال الجهرم للثياب نفسها، كما قال رؤبة:

بل بلد ملء الفجاج قتمه ........... لا يُشترى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

ثم اشتق بعضهم منه اشتقاق الجامد فقالوا: تجهرم أي انتفش وتكبر وتعالى وتجرأ ولم يخش أحدا، كما يقال: استأسد، واستتيس، وكما يقال: تبرنس من البرنس، وتقنع من القناع.

وهذا الاشتقاق مقصور على السماع عند أكثر أهل العلم خلافا للمجمع القاهري.

وقد وردت الكلمة في مواضع أخر من تفسير ابن كثير رحمه الله، وسياق الكلام يدل على معناها.

فقد قال في موضع آخر:

({اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: تمرّد وعتا وتَجَهْرم على الله وعصاه)

وقال:

(فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية، والنفس الخبيثة الأبية، وقوى رأسه وتولّى بركنه، وادعى ما ليس له، وتجهرم على الله، وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل)

وقال ابن كثير في البداية والنهاية عن بعض الملوك:

( ... وظهر منه قبل موته تجهرم عظيم وذلك أنه حاصر أخاه شقيقه ... مدة سنين حتى ضيق عليه الأقوات بها فسلمها إليه قسرا على أن يعطيه بعض البلاد فلما تمكن منه ومن أولاده أرسل إليهم من قتلهم غدرا وخديعة ومكرا فلم ينظر بعد ذلك إلا خمسة أيام فضربه الله تعالى بالقولنج سبعة أيام ومات)

وقال الإمام الذهبي في ترجمة بعض المتصوفة:

( ... فقد أساء الأدب وأطلق في جانب الربوبية ما لا يجوز إطلاقه وتجهرم على الله تعالى ... )

وواضح من السياق أن معناها تجرأ، والله أعلم

وقال في موضع آخر:

( ... واشتد البلاء بالعيارين وتجهرموا بالإفطار في رمضان وشرب الخمور والزنا)

وواضح أيضا من السياق أن معناها اجترءوا.

وقال في موضع آخر:

( ... فما ظنك إذا انضم إليها كبر وفجور وإجرام وتجهرم على الله نسأل الله العافية)

وواضح أيضا من السياق أن معناها الاجتراء

وقال الحاكم عن بعض الرواة ( ... معتزليا متهاونا بالرواية تجهرم حتى هجر)، فمعناها هنا أيضا تجرأ والله أعلم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 04:46]ـ

السؤال:

هل (الظن) من بين معاني (الاعتقاد)؟ بمعنى لو أنني قلت: (أعتقد كذا وكذا)، فهل يمكن أن يعني ذلك: (أظن كذا وكذا)؟

الجواب:

يصح إطلاق الاعتقاد على الظن، ولكن إذا كان الظن راجحا؛ لأن الاعتقاد هو عقد القلب على شيء؛ وأصل الاعتقاد الاقتناء والاتخاذ والإحاطة؛ ثم أطلق على اعتقاد القلب؛ لأن القلب كأنه يقتني هذا العلم أو يحويه.

والظن أيضا يطلق على اليقين كقوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}.

وكذلك العلم يطلق على اليقين ويطلق على الظن الراجح كقوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار}، وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا}.

فهذه الألفاظ كلها متقاربة (الاعتقاد) (العلم) (الظن)، وللظن معان أخر لا محل لذكرها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015