النحاة لا فتيا لهم في مواقع الفصاحة والبلاغة!

ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:22]ـ

جاء في كتاب " المثل السائر" لابن الأثير (2/ 152) ما يلي:

... وكذلك ورد (أي التكرير) في قوله تعالى في سورة القصص:" فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ".آية 19

فقوله تعالى:" فلما أن أراد أن يبطش " بتكرير أن مرتين دليل على أن موسى عليه السلام لم تكن مسارعته إلى قتل الثاني كما كانت مسارعته إلى قتل الأول، بل كان عنده إبطاء في بسط يده إليه، فعبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى:" فلما أن أراد أن يبطش ".

وجرت بيني وبين رجل من النحويين مفاوضة في هذه الآية؛ فقال:إن أن الأولى زائدة، ولو حذفت فقيل فلما أراد أن يبطش لكان الممعنى سواء، ألا ترى قوله تعالى:" فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ ".وقد اتفق النحاة على أنَّ أنْ الواردة بعد لما وقبل الفعل زائدة،

فقلت له: النحاة لا فتيا لهم في مواقع الفصاحة والبلاغة، ولا عندهم معرفة بأسرارهما، من حيث أنهم نحاة ولا شك أنهم وجدوا أن ترد بعد لما وقبل الفعل في القرآن الكريم , وفي كلام فصحاء العرب فظنوا أن المعنى بوجودها كالمعنى إذا سقطت، فقالوا هذه زائدة، وليس الأمر كذلك، بل إذا وردت لمّا وورد الفعل بعدها بإسقاط أن؛ دل ذلك على الفور، وإذا لم تسقط لم يدلنا ذلك على أن الفعل كان على الفور؛ وإنما كان فيه تراخٍ وإبطاء."

ثم ذكر شرحا مستفيضا عن عدم وجود حروف زائدة في القران ,

الذي أعجبني في هذه المقولة هو النفاذ إلى السر اللغوي للكلمات في القران حتى أنك لتستشف منها نفسيات من قص الله علينا قصصهم.

والله أعلم.

ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:40]ـ

نفع الله بك

وجرت بيني وبين رجل من النحويين مفاوضة في هذه الآية؛ فقال:إن أن الأولى زائدة، ولو حذفت فقيل فلما أراد أن يبطش لكان الممعنى سواء،

غريبٌ كلام هذا النحوي

الذي أعلمه أنَّ النحويين عندما يعبرون بالزيادة عن لفظةٍ فإنما يريدون الزيادة من حيث الإعراب لامن حيث المعنى والثمرة

ولعل الشيخ أبا مالك يفتينا في هذا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 07:01]ـ

المشكلة عند ابن الأثير نفسه، وهذا ظاهر في مواضع من الكتاب

فيبدو أنه كان يكره النحويين (ابتسامة)، أو أنه ابتُلِيَ بجماعة ممن يتكلمون بغير علم، فحمله ذلك على أن يطعن في النحو وأهله جملة!!

والأمر كما تفضل الشيخ الحمادي، فالزيادة عند النحويين ليس معناها أن المعنى سواء بها وبغيرها، بل جمهورهم يعنون بالزيادة صحة الكلام بغيرها من جهة اللفظ، وأن اللافظ بغير الزيادة لا يلحن.

ولذلك يقولون في كثير من الأشياء إنها (تزاد للتوكيد)، ولو كان كل ما يصح اللفظ بحذفه يدل على عدم إفادة المحذوف لكان قولنا (إن الله عزيز حكيم) مساويا في المعنى لقولنا (الله عزيز حكيم)، ولكان باب (إن) كله كعدمه في اللغة، وهذا لا يقوله عاقل!

ولذلك ينبغي التنبه للمصطلحات التي يطلقها النحويون وخاصة المتقدمين، فإنهم يستعملون ألفاظا مثل (صلة - حشو - زيادة) وأحيانا يستعملون مثل هذه العبارات في كلام الله عز وجل!!

فيأتي المتأخر فلا يفهم هذا الكلام، ويبدأ يطعن في النحويين بأنهم يزعمون أن كتاب الله فيه زيادة!

وهذا لعله لم يخطر ببال أحدهم فضلا عن أن يدعيه مذهبا!

وقد طعن (ابن سنان الخفاجي) أيضا في (سر الفصاحة) على النحاة في استعمالهم هذه الألفاظ، في كلامه على (ما) من قوله تعالى {فبما رحمة من الله}

وطعن عليهم في موضع آخر بما ينسف علمهم كله!

ومن المعاصرين من جاء يحاول أن يرجع الألفة بين علم النحو وعلم البلاغة فأخطأ من حيث أراد الصواب، فزعم أنه يريد أن يجعلهما علما واحدا! وذلك في كتابه (إحياء النحو)

ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:08]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: جزاكم الله خيرا، في كلام ابن الأثير لبس وتلبيس، وإنما النحاة حيث نصوا على الزيادة فقد قصدوا بها التوكيد، فالزيادة تعني زيادة المعنى وخصوا التأكيد من بين المعاني لأنه الأغلب، وقد فسر الزيادة كثير من اللغويين والنحاة، والله أعلم

ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 12:50]ـ

هل لنا أن نجاوب ابن الثير ومن نحا نحوه بقولنا: إن البيانيين لا فتيا لهم في مواقع الصحة والفساد (ابتسامة)

ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:48]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأكيداً لكلام شيخنا أبي مالك فقد ذكر ابن الأثير في أول كتابه هذا أنه يجوز لنا أن نترك علامات الإعراب ونسكن آخر الكلمات في بعض المواضع.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015