((والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لاما، وتدخل عليها الألف واللام التي هي للتعريف، تقول: الأبوان والأزواج، وكذلك ألف الجمع في السَّتَه.)).

وتتابع العلماء على نقل هذا الكلام عن الأزهري بنحوه، كما في لسان العرب، وتاج العروس.

ولقد تعجبت جدا من صنيع المحققين في هذه الكتب الثلاثة التي هي أشهر المعجمات العربية على الإطلاق، فما وجدت واحدًا منهم أشار مجرد إشارة إلى ما في الكلام من خلل، فضلا عن أن يصحح ما فيه، مع أن الكلام واضح كالشمس أنه لا يستقيم.

وبقيت على هذا مدة لا أستطيع إقامة العبارة، ولا معرفة محل الخلل فيها، مع كثرة التأمل وتقليب أوجه النظر، حتى وقفت على رسالة ابن الأنباري في الألفات، فإذا فيها حل الإشكال والحمد لله.

قال ابن الأنباري:

((وكان أبو جعفر محمد بن سعدان، وخلف بن هشام البزار يلقبان ألف القطع ألف الأصل، وليس ذلك بصحيح عندنا، من قبل أن ألف الوصل [كذا في الأصل، وصحح في حاشية المخطوط] هي التي تكون فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء من الفعل ولا عينا ولا لاما، وما هذا صفته فهو زائد غير أصلي)).

فابن الأنباري هنا يفرق بين (ألف الأصل) و (ألف القطع)، وهو تفريق قديم لم يشتهر عند المتأخرين، فألف الأصل عند ابن الأنباري هي التي تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أتى)، وألف القطع هي التي لا تسقط في الدرج ولكنها لا تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أكرم).

وهو تفريق اصطلاحي، وكلاهما عند المتأخرين تسمى ألف القطع.

وأما عن التحريف في ختام العبارة، فسببه جمع ما تفرق من كلام ابن الأنباري؛ لأنه قسم كلامه عن الألفات إلى (ألفات الأفعال) ثم (ألفات الأسماء)، فكلامه السابق الذكر كان عن ألفات الأفعال، ثم بعد أكثر من عشر صفحات!! تكلم عن ألفات الأسماء.

قال عن ألفات الأسماء:

((وألف القطع في الأسماء المجموعة تعرف بحسن دخول الألف واللام عليها .... وتدخل عليها الألف واللام، فتقول الأوزان، وكذلك ألسنة والألسنة، وأبيات والأبيات، وأثواب والأثواب)).

فظهر أن كلمة (الستة) تحريف (ألسنة).

وخلاصة ما سبق أن الإشكال في الكلام المنقول عن ابن الأنباري سببه أمران:

- الأول: تحريف (الأصل) إلى (الوصل) وتحريف (ألسنة) إلى (الستة)

- الثاني: جمع ما تفرق من كلامه في موضعين متباعدين.

والله تعالى أعلم.

http://majles.alukah.net/showthread.php?p=152556

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:10]ـ

ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه!!

فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم!

ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك!

ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق!

ومثل هذا كثير جدا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:10]ـ

ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين والمؤلفين أيضا:

= عدم التحاشي من التناقض:

ويتصور وقوعه عندما يكون بين مسألتين من مسائل العلم ارتباط وتلازم، ثم يقع اختلاف بين العلماء في المسألة الأولى وكذلك في المسألة الثانية، فيختار المحقق أو المؤلف قولا في المسألة الأولى وقولا في المسألة الثانية ولا ينتبه لوقوع التناقض بين القولين.

- مثاله ما ذكره بعضهم أن عيسى بن عمر النحوي توفي سنة 149هـ، وأن سيبويه ولد سنة 148، ومع ذلك يقول: إن عيسى بن عمر من شيوخ سيبويه!!

وهذا الأمر لا يخلو منه إنسان؛ لأن النقص ملازم للبشر.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:11]ـ

ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين الخلط بين (ذا) و (ذي) التي بمعنى صاحب نصبا وجرا، وبين (ذا) و (ذي) اللتين للإشارة بمعنى (هذا) و (هذي).

قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في سلم الوصول:

وسم ذا النوعَ من التوحيد .............. توحيد إثبات بلا ترديد

ضبطها بعضهم بكسر عين (النوع)؛ لأنه حسب أن (ذا) بمعنى صاحب، والصواب أنها بمعنى (هذا).

وقال السفاريني رحمه الله في الدرة المضية:

بأن ذي الأمةَ سوف تفترق ......... بضعا وسبعين اعتقادا والمحق

ما كان في نهج النبي ......

ضبطها بعضهم بكسر (الأمة)؛ لأن ظن أن (ذي) بمعنى صاحب، والصواب أنها بمعنى (هذي).

والله أعلم.

ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 02:24]ـ

ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه!!

فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم!

ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك!

ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق!

ومثل هذا كثير جدا.

ومن نحو ذلك ما وقع لأحد المحققين!! أنه لمَّا وجد في النص المحقق: (ابن لبون) علَّق عليها في الحاشية: صحابي مشهور لم نقف له على ترجمة. ولما وقف على (بنت لبون) علق عليها في الحاشية: صحابية مشهورة لم نقف لها على ترجمة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015