وهُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ تَخْفِيفِ الهَمْزِ المُفْرَدِ، لُغَةً لِبَعْضِ العَرَب، اخْتصَّ بِرِوَايَتِهِ وَرْشٌ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ آخِرَ كَلِمَةٍ، وَأَنْ يَكُونَ غَيْرَ حَرْفِ مَدٍّ، وَأَنْ تَكُونَ الهَمْزَةُ أَوَّلَ الكَلِمَةِ الأُخْرَى، سَوَاءٌ كان ذَلِكَ السَّاكِنُ تَنْوِينًا، أَوْ لامَ تَعْرِيفٍ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ.

فَيَتَحَرَّكُ ذَلِكَ السَّاكِنُ بِحَرَكَةِ الهَمْزَةِ، وَتَسْقُطُ هِيَ مِنَ اللَّفْظِ؛ لِسُكُونِهَا وَتَقْدِيرِ سُكُونِهِ، وَذَلِكَ نَحْوُ: (وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)، (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ)، و (خَبِيرٍ أَنْ لا تَعْبُدُوا)، و (بِعَادٍ إِرَمَ)، و (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ)، و (حَامِيَةٌ أَلْهَاكُمُ)، ونَحْوُ (الآخِرَة، والآخِر، والأَرْض، والأَسْمَاء، والإِنْسَان، والإِيمَان، وَالأُولَى، والأُخْرَى، والأُنْثَى)، وَنَحْوُ (مَنْ آمَنَ)، و (مَنْ إِلَهٌ)، و (مِنِ إِسْتَبْرَقٍ)، و (مَنْ أُوتِيَ)، (وَلَقَدْ آتَيْنَا)، و (الم أَحَسِبَ النَّاسُ)، و (فَحَدِّثْ أَلَمْ نَشْرَحْ)، و (خَلَوْا إِلَى)، و (ابْنَيْ آدَمَ) وَنَحْو ذَلِكَ.

كتب الدكتور الجكني في هامش تحقيقه:

قال الهُذلي: قال نافعٌ لورشٍ: خصصتُك بنقل الحركات - وهو اختياري - لجودة قراءتك. اهـ من كتاب الكامل للهذلي.

= = =

مع خالص شكري لأستاذنا أبي مالك العوضي على أدبه وعلمه الآسرَين لي.

= = =

بقي ذِكر ما قاله ابن هشام في المغني .. أذكره للمُمالحة، قال:

وقد سمعتُ من يُعرب ((ألهاكم التكاثرُ)) مبتدأ وخبرًا، فظنهما مثل قولك: "المنطلق زيد".

ونظير هذا الوهم قراءة كثير من العوامّ ((نارٌ حاميةٌ الهاكم التكاثر)) بحذف الألف، كما تحذف في أول السورة في الوصل فيقال: ((لخبيرٌ القارعة)).

أقول: قد عقَّب المحقق "الخطيب" بأن هذا ليس بوهم، وإنما هذا هو الحال عند الوصل.

..

وكلا الكلامين بحاجة إلى التدقيق، فالصواب أنَّ رواية ورش في نحو هذا بنقل حركة الهمزة إلى التنوين قبلها، وبسقوط الهمزة، فليس في ذلك وهمٌ عند من قرأ بروايته، وكذلك عند مَن يُسهّل الهمزة عند الوقف على "ألهاكم" [وهو حمزة] إنَّما الوهم لمن يقرأ برواية غيرهما.

ويراعى أنَّ نون التنوين ستكون مفتوحة، وهي حركة الهمزة قبل سقوطها .. هكذا: (حامِيَتُنَ لْهاكم). بخلاف ما لو كانت (ال) للتعريف؛ إذ تكون: (حامِيَتُنِ لْهاكم).

ومع العلم أنَّ ورشًا له بين السورتين: الوصل و السكت و البسملة؛ فيكون النقل في وجه الوصل فقط.

وحمزة له الوصل بين السورتين، فلا إشكال. والله أعلم.

ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[28 - عز وجلec-2010, مساء 01:45]ـ

بارك الله هذا الجمع الطيب البارع، والمجلس النافع الماتع.

لقد أفدتُ هنا من دقائق اللغة وطرائفها ما لا يحيط به وصفي أو يسعه لفظي، وإن كان أصل الموضوع ومداره كله على منظومة الإمام السيوطي.

ولكن هي اللغة أم العلوم، ولا بد لأبنائها من الرجوع إليها؛ لتفض النِّزاع، وتُنهِيَ ما أدَّى إليه الغموضُ من صراع.

جزى الله هذا الجمع كل خير وفضل

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[28 - عز وجلec-2010, مساء 06:25]ـ

أخي في الله فتح الباري،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكلمَةُ: تَوَاطُؤ مصدرٌ للفعلِ: تواطأََ، وهذا الفعلُ خماسيٌّ مبدوءٌ بتاءٍ زائدةٍ، ومَا كانَ كذلك يأتي مصدرُه على زِنةِ ماضيه معَ ضمِّ ما قبل الآخرِ أي: رابعه، والهمزةُ فيه مُتطرفةٌ فتكتبُ ـ على حسبِ القاعدةِ ـ على حرفٍ من جنس حركةِ الحرْفِ الذي يسبِقُها؛ وعليه تُكتبُ الهمْزةُ على واوٍ، ومثلها في ذلك كلمةُ: تباطُؤ، أما إذا كان ما قبلَها ساكنًا صحيحًا أو مُعتلًّا فتفرَدُ الهمزةُ على السطر كما في: دفْء، وسماء، ووضوء، وجريء، وشيْء

هذا ولي منظومةٌ في مجلسِ اللغة العربية بالمجلس العلمي اسمُها: الدرةُ الأرجوزةُ في رسمِ الكلمِ المهموزة، نظمتُها جرْيًا على قاعدةِ: أقوى الحركات؛ فارجِعْ إليها فلربما تفيدُك في الرَّسمِ،

هذا، والله الموفقُ، والسَّلام.

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[28 - عز وجلec-2010, مساء 07:50]ـ

أخي في الله فتح الباري،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالراجحُ عندي ـ واللهُ أعلمُ ـ في قولِ الناظمِ:

480. وَالْأَرْجَحُ انْتِفَاؤُهُ بِمَذْهَبِ ... رَاوٍ وَلَوْ كَانَ صَحَابِيَّ النَّبِي

481. وَالْعَطْفِ لِلْخَاصِ وَعَطْفِهِ عَلَيْهْ ... وَبِرُجُوعِ مُضْمَرٍ بَعْدُ إِلَيْهْ

482. وَذِكْرِ بَعْضِ مُفْرَدَاتِهِ بَلَى ... عُرْفٌ أَقَرَّهُ النَّبِي أَوِ الْمَلَا

ـ الراجح ـ أنْ تكونَ الكلماتُ: (العطف)، (عطفه)، (ذكر) كلُّها مجرورةً بالعطفِ على مذهبِ راوٍ، إذ المعنى: أنَّ الرَّاجحَ انتفاءُ تخصيصِ العامِّ بمذهبِ راوي الحديثِ ولوكان صحابيا، وبعطفِ الخاصِّ على العامِّ، والعامِّ على الخاصِّ، وبرجوعِ الضميرِ بعدَ العامِّ إلى بعْضِ أفرادِه، وبذكْرِ بعْضِ مفرداتِه

هذا هُو المعنى؛ وعليه تكونُ كلُّ هذِه المفرداتِ معطوفةً على مذهبِ راوٍ على ما أرجِّحُ؛ إذ الإعرابُ فرعُ المعنى،

واعلمْ أنَّه يجوزُ أيضًا الرفعُ فيها؛ بإعرابِ الكلمة مبتدأً وتقديرِ الخبرِ، ففي قولِه: (وذكر بعضِ مفرداتِه) تُعربُ كلِمةُ: (ذكر) مبتدأً والخبرُ محذوفٌ تقديرُه:كذلك أي: ينفي تخصيصَ العامِّ في الراجحِ، وأنا رجَّحْتُ القولَ الأوَّلَ لخلوِّهِ ـ يحفظك اللهُ ـ من التقديرِ،

هذا، والله أعلمُ، والسلام.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015