الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ? إِلَى قَوْلِهِ: ?وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ? [آل عمران: 7]، فقال: يَا عَائِشَةُ، إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ» (6 ( java******:صلى الله عليه وسلمppendPopup(this,' pjdefOutline_6')))، وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الجَدَلَ ثُمَّ قَرَأَ: ?مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ? [الزّخرف: 58]» (7 ( java******:صلى الله عليه وسلمppendPopup(this,' pjdefOutline_7')))، وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ» (8 ( java******:صلى الله عليه وسلمppendPopup(this,' pjdefOutline_8'))) أي: «أنّ مَن يُكثر المخاصمةَ يقع في الكذبِ كثيرًا» (9 - «فتح الباري» لابن حجر (13/ 181). ( java******:صلى الله عليه وسلمppendPopup(this,' pjdefOutline_9'))).

هذا، وقد نهى السّلفُ وأئمّةُ الهدى عنِ الجدلِ المذمومِ والمراءِ في الدّينِ ومناظرةِ المسلمين على طريقةِ أهلِ الأهواءِ والبِدَعِ، قال الآجرّيُّ -رحمه الله- بعد أن ذكر طائفةً مِنَ الأدلّةِ في النّهيِ عنِ الجدلِ ما نصُّه: «لمّا سمع هذا أهلُ العلمِ مِنَ التّابعين ومَن بعدهم مِن أئمّةِ المسلمين لم يُماروا في الدّينِ ولم يجادلوا، وحذّروا المسلمين المراءَ والجدالَ، وأمروهم بالأخذِ بالسّننِ وبما كان عليه الصّحابةُ رضي الله عنهم، وهذا طريقُ أهلِ الحقِّ ممّن وفّقه اللهُ تعالى» (10 ( java******:صلى الله عليه وسلمppendPopup(this,' pjdefOutline_10'))).

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: 02 من المحرم 1432ه

الموافق ل: 08 ديسمبر 2010 م

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

1 - «درء تعارض العقل والنّقل» لابن تيميّة (7/ 174).

2 - «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البرّ (2/ 99).

3 - أخرجه أبو داود في «الجهاد»، باب كراهية ترك الغزو (2504)، وأحمد في «مسنده» (3/ 124)، من حديث أنس رضي الله عنه، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (3090).

4 - «الإحكام في أصول الأحكام» لابن حزم (1/ 30).

5 - أخرجه الدّارميّ في «سننه» (1/ 91)، باب من قال: العلم الخشية وتقوى الله، والآجرّيّ في «الشّريعة» (64).

6 - أخرجه بهذا اللّفظ: ابن ماجه (47) باب اجتناب البدع والجدل، وأخرجه البخاريّ (4547)، ومسلم (2665) بلفظ: «فَإِذَا رَأَيْت الذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ».

7 - أخرجه التّرمذيّ في «تفسير القرآن» (3253) باب ومن سورة الزّخرف، وأحمد في «مسنده» (5/ 252)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (5633).

8 - أخرجه البخاريّ في «تفسير القرآن» باب ?وَهُوَ أَلَدُّ الخصَامِ? (2/ 467)، ومسلم في «العلم» (2/ 1230) رقم (2668)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

9 - «فتح الباري» لابن حجر (13/ 181).

10 - «الشّريعة» للآجرّيّ (58).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015