ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[02 - عز وجلec-2010, صباحاً 11:43]ـ
النوازل مفهومها والمخول بالإفتاء فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه دراسة مختصرة حول ما يعرف بالنازلة، ومن يخول الاجتهاد فيها.
أولاً: تعريف النازلة:
في اللغة: "النزول في الأصل هو انحطاط من علوٍ، يقال نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا حط رحله فيه، .. ويعبر بالنازلة عن الشدة وجمعها نوازل [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn1)"، وأيضاً "النُّزُول الحلول وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل نُزُولاً ومَنْزَلاً، .. والنازِلة الشديدة تنزِل بالقوم وجمعها النَّوازِل [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn2)".
في الاصطلاح: تعدد مدلول النازلة في الاصطلاح الفقهي، وأشهر معانيها:
"اجتهاد الرأي على الأصول عند عُدْم النصوص في حين نزول النازلة [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn3)"
أو: "المسألة الواقعة الجديدة التي تتطلب اجتهاداً، وبيان حكم [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn4)".
وعرفها د. مسفر بن علي القحطاني [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn5) بـ:"الوقائع الجديدة التي لم يسبق فيها نصٌّ أو اجتهاد. [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn6)"
ومن التعاريف الآنفة الذكر نستطيع تلمس أركان (النازلة) بـ: الوقوع أو توقع الوقوع القريب، والجِدّة: أي تكون جديدة غير مسبوقة، ونضيف: أو مهجورة غير معمول بها، وتظهر حاجة للعمل بها على وجه من الوجوه، وأخيراً أن تكون الواقعة المستجدة ملحة من وجهة النظر الشرعي.
فتخرج المسائل الافتراضية بعيدة الوقوع، أو التي سبق وقوعها والحكم فيها بحكم مبرم معمول به، والمسائل الخارجة عن نطاق الفتوى مثل الكوارث الطبيعية والتقلبات الاقتصادية والسياسية .. [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn7).
وقد نحى بعض العلماء نحو تأصيل باب من الفقه يحمل اسم النوازل منهم الإمام بدر الدين الزركشي الشافعي ت (794هـ) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn8)، فمن ذلك قوله: ((الفقه أنواع، أحدها: معرفة أحكام الحوادث نصّاً واستنباطاً)) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn9).
أهمية البحث في النوازل:
الاجتهاد في النوازل ابتلاء وتشريف من الله تعالى للعلماء الصالحين الذين امتلكوا آلة الاجتهاد، إذ يمثل البحث في النوازل شهادة العلماء على عصرهم؛ فالعالم حين يجتهد لاحتواء المسائل المستجدة ضمن أحكام الدين الإسلامي، إنما يشهد على حكم الله في تلك المسائل، يقول الإمام الشافعي:" ومنه [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn10) ما فرض الله على خلقه الاجتهاد في طلبه، وابتلى طاعتهم في الاجتهاد، كما ابتلى طاعتهم في غيره [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn11) مما فرض عليهم، يقول تعالى: چ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ چ pمحمد: 31 i[12] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn12)"
ومن جهة أخرى يمثل السعي نحو العلماء وسؤالهم عن حكم الله تعالى في مستجد المسائل دليل حياة الإسلام عند جمهور المسلمين، إذ إن الأمم المهزومة لا تبحث عن الأحكام عند علمائها، بل عند هازمها وغالبها، لظنها بأن اتباعه سفينة نجاتها، بينما تظهر الاستفتاءات أن جمهور الأمة لم يزل متعلقاً بدينه يرى نصره في العمل به.
يقول ابن خلدون ت (808هـ): ((المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه، ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه، إما: لنظره بالكمال بما وفر عندها من تعظيمه، أو: لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي؛ إنما هو لكمال الغالب)) [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn13).
¥