قد قام لديهم الدليل على أن الخالق جل شأنه يمنعها من فوق سبع سماوات! إن مجرد اجتهاد علماء الشرع في تخريج الحكم الشرعي لنظرية من النظريات أو لغاية من غايات البحث التجريبي، هو في ذاته آية من آيات علو ورقي العقل المسلم على سائر عقول التجريبيين وعلماء الطبيعيات وفلاسفتهم من أي ملة كانوا! لأنهم بصنيعهم هذا، يرجعون بالمتشابه إلى المحكم، ويزنون ظنيات العلوم على ميزان الوحي الذي قامت لديهم أصوله على أساس من يقين لا يدفعه دافع عقلي ولا يرقى لإبطاله دليل حسي في الأرض مهما عظم! لا يتغافلون حجة الحق الظاهرة ولا يضعون أدلة العلم الطبيعي في غير موضعها، ولا يطبقون مبادئه في غير ما وضعت له بالأصالة!
إنني أطمع في أن أرى ذلك اليوم – وإني لأظنه ليس ببعيد - الذي يفخر فيه العالم المسلم من علماء الطبيعيات بامتلاء كتاب علم الفيزياء أو الأحياء الذي يدرسه في جامعته بنصوص القرءان والسنة وأخبار الغيب، في محل ما يجهد الملاحدة جهدهم لبلوغ العلم به، من أمور الغيب الماضي السحيق، كما أطمع أن أراه في مواضع التوجيه الأخلاقي لمباحث ذلك العلم وغاياته كذلك. قد كانت لنا هذه الخصلة في قرون خلت، يوم كان ملوك أوروبا يبعثون أولادهم للتعلم في بلادنا، وإن لها لعودة ولو بعد حين!! فإن الحق ظاهر مهما تعامت عنه عيون الجاحدين! إن البشرية لم تر في طول تاريخها وعرضه انحطاطا كالذي رأته على أيدي ملاحدة هذا الزمان، الذين عمدوا إلى تلك العلوم فحولوها إلى أداة لإقامة بنيان ملتهم الفاسدة، حتى صارت تقام الدعاوى القضائية في المحاكم الغربية لمنع تدريس ما يسمى (بنظرية الخلق) في مناهج العلوم الطبيعية للأطفال في المدارس، ولفرض الداروينية في مكانها بدعوى أن هذا هو العلم وهذه من مسلماته، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
إن مشروع تطهير المعرفة البشرية من مغالطات الاستدلال ومن معاندة المكابرين والجاحدين وإعادة نصب بنيان العلوم على قواعد إبراهيم ليس بالعمل الهين، ولكني أراه قريب المنال بعون الله وتوفيقه. إنما يلزمنا – معاشر الموحدين – أن نقيم اليقين في قلوبنا أولا، فإذا ما قامت دولة الحق في قلوبنا أقامها الله بنا على العالمين ..
فالله أسأل أن يهدي المسلمين إلى لزوم غراس العلم وأهله، وإلى تسليم نفوسهم من التعرض لشبهات وخرافات الجحدة والمجرمين، وأن يهدي من علم فيهم شيئا من الخير والصدق من غير المسلمين إلى قبول ما عرفوا من الحق المبين، والحمد لله رب العالمين.
انتهى.
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 03:39]ـ
أحسن الله إليك، وجزاك خير الجزاء.
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 12:21]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ. ولا تحرمنا من المزيد، كتب الله أجرك وأعلى شأنك.
للفائدة:
تم جمع المادة العلمية في ملف واحد pdf في المرفقات.
ـ[توحيد 34]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 12:54]ـ
السلام عليكم جزاكم الله خيرا أخانا المشرف والشكر موصول للأخ أسامة كنت سأطلب ملف للموضوع فوجدت الأخ سارع في تسهيل الأمر للإخوة جزاك الله خيرا أسامة.