أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف

ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 06:13]ـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بحث

أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف

من إعداد محمد الرمادي

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [1]

أخي الحاج الكريم!. . . . . . أختي الحاجة الكريمة!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه وتفضيلا لعقله، فالحمد لله الذي أكرمنا بالخلق والإيجاد، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والإدراك، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام والإيمان.

ونشهد أنه الخالق الرازق، الغفور الودود، حق أن يعبد كما أمر، قال سبحانه وتعالى:الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [2]

ونشهد أنه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه، ونشهد بأن الذي قال " خذوا عني مناسككم"، هو النبي الأمي محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين.

ارسل لكم سلسلة من الرسائل العلمية، فنقدم لكم الإصدار الأول من "أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف ".ونفتح قلوبنا وعقولنا لجميع الإخوة أهل التوحيد والشريعة، ونرجو من الله سبحانه وتعالى لحجاج بيت الله المعظم، حجاً مبروراً [3] , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة" [4]، وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وزيارةً محمودةً وعودةً من أرض الحرمين الشريفين، كيوم ولدتنا أمهاتنا [5].

اللهم اجعل، هذه الرسالة " أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف" لوجهك الكريم وتقبلها منا بعفوك عنا وكرمك يا الله ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء. . . آمين يارب العالمين.

وجوب الإخلاص لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العمل

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الإخوة: فإننا نحب قبل أن نبدأ هذا البحث أن نتكلم على صفة الحج والعمرة، وذلك لأننا مأمورون بأمرين هما: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع عباداتنا؛ في الطهارة، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، في كل عمل نتقرب به إلى الله لا بد من هذين الأمرين، أحدهما: الإخلاص لله، والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فمن لم يخلص لله في عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله عز وجل:فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110]، وقال تعالى:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، وقال تعالى لنبيه محمد:فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2 - 3]. وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) فالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك لا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015