وقال: {والسابقون الاولون مِنَ المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة: 100] وإنما كان السبق موجباً للفضيلة، لأن إقدامهم على هذه الأفعال يوجب اقتداء غيرهم بهم، فيصير ذلك سبباً للقوة أو الكمال، ولهذا المعنى قال تعالى: {وَمَنْ أحياها فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة: 32] وقال عليه السلام: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» تفسير الرازي - (7/ 445)
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)
قوله تعالى: {والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} الآية.
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة بأن الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان، أنهم داخلون معهم في رضوان الله تعالى، والوعد بالخلود في الجنات والفوز العظيم، وبين في مواضع أخر. أن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير كقوله جل وعلا: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِم} [الجمعة: 3] الآية،
وقوله: {والذين جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا} [الحشر: 10] الآية
وقوله: {والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فأولئك مِنكُم} [الأنفال: 75].
ولا يخفى أنه تعالى صرح في هذه الآية الكريمة، أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وهو دليل قرآني صريح في أن من يسبهم ويبغضهم، أنه ضال مخالف لله جل وعلا، حيث أبغض من رضي الله عنه. ولا شك أن بغض من رضي الله عنه مضادة له جل وعلا، وتمرد وطغيان. أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (2/ 240)
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 03:36]ـ
الإخوان بارك الله فيكم جميعا
ولكن كل ما ذكرتموه هنا لا دليل فيه على الترضيه، ففي الآيات إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة، فهو محض خبر لا أمر فيه ولا نهي، فيظل السؤال كما هو: ما حكم الترضية (مستحبة، سنة، واجب، مكروهة، محرمة)، ومتى بدأت، وقد أخبر الله في القرآن أنه يحب المؤمنين فهل نقول مثلا: عمر بن الخطاب، أحبه الله، وابن عباس، أحبهما الله، وما ضابط هذا؟
بارك الله في الجميع
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 06:39]ـ
ففي الآيات إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة
والخبر يقتضي التصديق، والعمل به. وهذا دليل المشروعية.
وهو جائز في جميع الأوقات، إلا إذا نص الشارع على كيفية معينة كالصلاة الإبراهيمية في أوقاتها.
يرجى مراجعة الرابط. حتى لا يتكرر أمر قد بُحِثَ من قبل. بارك الله فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 06:47]ـ
الصلاة عليهم جائزة بدليل"اللهم صل على آل أبي أوفى" قال الله تعالى"وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
والصلاة أرفع رتبة من الترضي وحده .. وفيما ذكره الإخوة الفضلاء أسامة وغيره غنية
مع العلم أن ترضينا عن الصحابة لم يخرج مخرج الدعاء أصالة بل هو كالشعار لهم مأخوذا من إعلان الله رضاءه عنهم
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 11:29]ـ
الأخوان أسامة وأبا القاسم
أريد أن أفهم بتأصيل، بارك الله فيكما
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}
إذا كانت هذه الآية هي دليل جواز الترضية ففيها ذكر الله المهاجرين والأنصار وهم الصحابة، ثم ذكر الذين اتبعوهم بإحسان، وهؤلاء من جاء بعد الصحابة من الصالحين إلى يوم الدين، فهذا يعني أن الترضية ليست مختصة بالصحابة بل تجوز الترضية على من اتبع بإحسان من المسلمين إلى يوم القيامة.
فهل فهمي صحيح؟
وقال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} ومن يطع الله والرسول تشمل الصحابة ومن جاء بعدهم من صالح المسلمين، فلماذا نقول للصحابة: رضي الله عنهم، ولا نقول مثلا كما جاء في الآية السابقة: أنعم الله عليهم، والآيتان متماثلتان في المعنى فهما خبران أحدهما بالرضا والآخر بالإنعام، وكلتا الآيتين تتحدث عمن يطيع الله والرسول من الصحابة وممن بعدهم من صالح المسلمين.
وأسئلتي بالتحديد:
- من أول من ترضى على الصحابة بالصيغة المشتهرة؟
- وألا تعد هذه الترضية بدعة إذا كان الرسول والصحابة لم يفعلوها؟
- وهل الصيغة المشتهرة (رضي الله عن فلان) هل الوحيدة الجائزة أم يجوز أن يقول كل إنسان ما يحمل معناها مثلما جاء في الآية (أنعم الله عليهم) و (عليهم السلام) و (صلى الله عليهم) و (أحبهم الله) و (نصرهم الله) إلخ العبارات التي أخبر الله بها في كتابه أو ذكرها نبيه وتليق بالصحابة أو بصالح المسلمين وفيها تكريم لهم؟
- هل تجوز الترضية والسلام والصلاة على من نحسبه مطيعا لله والرسول حتى لو كان حيا كما ورد في الآيات {والذين اتبعوهم بإحسان}؟
وأريد الإجابة بالدليل على كل سؤال من الأسئلة، دليل على فعلها من النبي أو الصحابة، دليل على تخصيص هذه الصيغة دون غيرها مما يحمل معناها، دليل جواز أو عدم جواز الترضية عن غير الصحابة ممن نحسبه على خير حيا كان أو ميتا صحابيا كان أو غير صحابي.
¥