فأقول عندما الآية الكريمة ذكرت فضائل الوضوء فقالت ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ? هذا غسل الوجه وغسل اليد ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ? إذن الرأس مسح وليس غسل ?وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ? لم يقل وأرجلِكم بالكسر وأرجلَكم بالفتح, لكي تكون معطوفة على اغسلوا وجوهكم وأيديكم إذن الرجل تُغسل، أوضح هذه المسألة مرة أخرى عندنا في الوضوء مسح وغسل قال الله عز وجل ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ? غسل فاغسلوا وجوهكم ?وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ? لو قال وأرجلِكم بالكسر قد تحمل على معنى المسح مسج الأرجل، وإنما قال وأرجلَكم فيكون معنى الآية يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وامسحوا برؤوسكم، هذا الفهم هو فهم جماهير أهل العلم أن أرجلكم معطوفة على وأيديكم يعني معطوفة على المغسولات، وهذا فهم جماهير المفسرين.
تفسير ابن عباس: يقول ابن عباس رضي الله عنه: بعدما قرأ الآية الكريمة وقرأ وأرجلَكم بالفتح قال: وقد رجعت إلى الغَسلِ يعني معطوفة، على اغسلوا وجوهكم وأيديكم؛ وهذا قول ابن مسعود أيضا وقول جماهير المفسرين، ولم يخالف في ذلك أحداً في أهل السنة إنما الذين خالفوا في ذلك هم الشيعة وأنتم تعلمون أن الشيعة الرافضة لا يؤخذ بخلافهم في الفقه ولا في غيره؛ لأنهم يخالفون أهل السنة في الأصول والفروع، فالشيعة الرافضة يخالفون أهل السنة في نقاط:
المسائل التي يُخالف فيها الشيعة أهل السنة:
المسألة الأولى: أن أهل السنة يترضون على الصحابة رضوان الله عليهم، ويتقربون إلى الله عز وجل بحبه، الشيعة الرافضة يبغضون الصحابة ويلعنوهم ويتقربون إلى الله بلعنهم؛ بل يكفرونهم إلا أربع.
المسألة الثانية: أهل السنة جميعاً يقدمون أبا بكرٍ، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين والشيعة يلعنون أبا بكر، وعمر، وعثمان وإنما يترضون على علي فقط.
المسألة الثالثة: أن أهل السنة والجماعة يترضون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، ويعلمون ويوقنون أن الله عز وجل اختار زوجات النبي مُطهرات ليكنَّ أزواجه في الدنيا وفي الجنة إن شاء الله. الشيعة الرافضة: يسبون بعض أزواج النبي عليه الصلاة والسلام أو يرمونهن بالعظائم, هذه مسائل مهمة ولذلك قال أهل العلم قاطبة لا خلاف لا عبرة بخلاف الشيعة في أي مسألة؛ ولذلك الإمام ابن المنذر هنا في هذا الكتاب لم يعتد بخلافهم في مثل هذه المسألة هم فقط الذين يرون المسح على القدمين.
الخلاصة: لا بد غسل القدمين من الأمام ومن الخلف ومن تحت ومن كل جهة ولا يجوز المسح لقول الله عز وجل ?وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ? والكعبان:هما العظمان الناتئان في جنبتي القدم وليس الكعب الذي يسميه العامة الكعب (الكعب) اسم العقب، والدليل على ذلك: ما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بعض الصحابة يتوضئون عجلين وتلوح أعقابهم، يعني أعقابهم ما زالت جافة لم يصلها الماء فنادي عليه الصلاة بأعلى صوته وقال: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَاب مِن الْنَّار، وَيْلٌ لِلْأَعْقَاب مِن الْنَّار وَيْلٌ لِلْأَعْقَاب مِن الْنَّار» أَي لمن لم يغسل عاقبيه في الوضوء وفي غسل الرجلين.
الإجماع الخامس والعشرين: يَقُوْل الْإِمَام ابْن الْمُنْذِر رَحِمَه الْلَّه تَعَالَى: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن كُلَّ مَن أَكْمَل طَهَارَتَهُ ثُم لَبِسَ الْخُفَّيْن وَأَحْدَثَ أَن لَه أَن يَمْسَح عَلَيْهِمَا).
الشرح: إنسان توضأ وضوءًا كاملاً بطهارة مائية كاملة، ثم لبس الخفين على طهارة هذا الإنسان إذا أحدث بعد ذلك يجوز له أن يتوضأ فإذا وصل القدمين يجوز أن يمسح على الخفين؛ لأنه لبسهما على طهارة.
¥