ـ[محمد سلمان الباكستاني]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 09:07]ـ
محمد سلمان أكبر
خريج: الجامعة العربية أحسن العلوم و وفاق المدارس
العربية باكستان، وعضو قسم الحاسوب، و التأليف
و الترجمة في إقرأ روضة الأطفال ترست.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و العاقبة للمتقين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله و صحبه أجمعين.
وبعد، فقد قال الله تعالى في كتابه المجيد: ?اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِيْ وَ رَضِيْتُ لَكُمُ الِإسْلاَمَ دِيْناً? [1] ( http://majles.alukah.net/#_edn1).
نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة على ما ذكره في عامة التفاسير المتداولة المعتبرة، ما نصه:
حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا داود، عن الشعبي قال: نزلت عليه وهو واقف بعرفة، مقام إبراهيم:?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ? [2] ( http://majles.alukah.net/#_edn2)
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقال الإمام أحمد: حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا أبو العُمَيْس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرءون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال قوله: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي?فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة [3] ( http://majles.alukah.net/#_edn3).
وكذلك روى القرطبي في تفسيره فقال:
قوله تعالى: ?اليوم أكملت لكم دينكم? وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان بمكة لم تكن إلا فريضة الصلاة وحدها، فلما قدم المدينة أنزل الله الحلال والحرام إلى أن حج، فلما حج وكمل الدين نزلت هذه الآية: ?اليوم أكملت لكم دينكم? الآية، على ما نبينه [4] ( http://majles.alukah.net/#_edn4).
فهذا ما كان شيئ من سبب نزول هذه الآية و زمان نزولها ومكانها، مؤجزا من تفاسير المعتبرة المتداولة، ولكن لسنا بصدده، بل نتوجه إلى أمر آخر، أعني: بيان أن هذه الآية هي أصل في تدوين الفقه الإسلامي المشتمل على فلسفة الحياة الإنسانية، كما ذكره الطبري في تفسير هذه الآية، حيث قال:
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يعني جل ثناؤه بقوله:?اليوم أكملت لكم دينكم?، اليوم أكملت لكم، أيها المؤمنون، فرائضي عليكم وحدودي، وأمري إياكم ونهيي، وحلالي وحرامي، وتنزيلي من ذلك ما أنزلتُ منه في كتابي، وتبياني ما بيَّنتُ لكم منه بوحيي على لسان رسولي، والأدلة التي نصبتُها لكم على جميع ما بكم الحاجة إليه من أمر دينكم، فأتممتُ لكم جميع ذلك، فلا زيادة فيه بعد هذا اليوم. قالوا: وكان ذلك في يوم عرفة، عام حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوَدَاع. وقالوا: لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية شيء من الفرائض، ولا تحليل شيء ولا تحريمه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة [5] ( http://majles.alukah.net/#_edn5).
ثم ذكر دليل ما ادعاه في السطور السابقة فقال:
حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله:"اليوم أكملت لكم دينكم"، وهو الإسلام. قال: أخبر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطه أبدًا [6] ( http://majles.alukah.net/#_edn6).
¥