إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث، وعلى النحو الآتي:
(1) إن تضعيف حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) إلا مُبَيَّن السبب (30).
وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المنقري البصري، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن (31).
ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيا ًعلى فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل، على نحو ما بيَّنت من قبل. وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم، على نحو ما سنوضح بعد قليل.
أما أقوال علماء الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام، على ما فيه من أوهام وخلط، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل.
(2) ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، عاشوا في القرن الثاني، ذكر البخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة، هم: (32)
أ. حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) البصري المنقري، عن الحسن.
ب. حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأزدي، روى عنه خليد بن حسان.
ج. حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة، مرسل ...
د. حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) أبو عمر القارئ ...
وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري، وحفص الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الكوفي،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري، وحمله على حفص الكوفي. ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ، وقال:" مات حفص قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة " (33). وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [عبد الواحد بن عمر ت 349هـ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين و مئة، فذاك حفص المنقري بصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة، فكأنه تصحف عليهم، والله أعلم " (34).
¥