انتقل حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ من الكوفة إلى بغداد، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة، ونزل في الجانب الشرقي منها، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً " (19).
وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في بغداد، وأخذ عنه قراءة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة:" حدثني محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن حفص، عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html): أنه كان لاينقص نحو (هزواً) و (كفواً)، ويقول: أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ " (20).
(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ):
ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد، في ترجمة حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ، ثلاث منها فيها توثيق، ورواية فيها تضعيف، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح (21).
ب- ما كان بحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ بأس (22).
ج- عن حنبل، قال سألته، يعني أباه، عن حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ، فقال هو صالح (23)، وقوله: (أباه) يعني عمه أحمد بن حنبل.
أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث (24).
ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو:" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، في ما كتب إليَّ، قال سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، يعني أبا عمر القارئ، متروك الحديث" (25).
ويبدو لي أن عبارة (يعني أبا عمر القارئ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في الموضع نفسه (26)، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المنقري.
(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي، تلميذ حفص:
نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ) أنه قال:" قرأت على عبيد بن الصباح، وكان من الورعين المتقين، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، ليس بيني وبينه أحد" (27). ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) من كونه متروك الحديث، كذاباً، لما كان لقوله معنى، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين.
(5) الفضل بن يحيى الأنباري، تلميذ حفص:
ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، عن أبيه، وقال أبوه:" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري، عن أبي عمر، عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html). قال أبي: قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر" (28).
ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال:" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه" (29)، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ.
رابعاً: مناقشة واستنتاج:
¥